شغلت محنة اللاجئين محور اهتمام الأمم المتحدة عام 2016 حين تعهدت عشرات الدول حضرت قمة بقيادة أميركية باستقبال المزيد من اللاجئين. لكن بعد عامين، تحول التفاؤل الذي أوجدته القمة إلى شعور بالمرارة وعدم اليقين مع تصاعد كبير في عدد اللاجئين حول العالم، بينما لم يتوطن منهم في بلدان أخرى إلا عدد أقل بكثير. والدول المستضيفة لملايين اللاجئين تعلن أن أغنى دول العالم خذلتها وتواجه مشكلات خطيرة نتيجة لهذا.
فقد صرح وزير الخارجية التركي محمد جاويش أوغلو في الآونة الأخيرة قائلا: «للأسف، وقع العبء الثقيل للأزمة في سوريا على عاتق تركيا. الالتزامات لم يتم الوفاء بها ودعواتنا لمزيد من المشاركة في تحمل العبء وجدت آذاناً صماء».
وقلصت إدارة ترامب الحد الأقصى المسموح بدخوله من اللاجئين في العام المقبل إلى أقل من ثلث ما كان متاحاً في عهد إدارة أوباما. وأعلنت نيكي هالي، السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، الاثنين الماضي، أن بلادها ستتبرع بمبلغ 185 مليون دولار إضافي لمساعدة مسلمي الروهينجا الذين شردتهم حملة عسكرية في ميانمار، تخصص منها 156 مليون دولار للاجئين وللمجتمعات المضيفة في بنجلادش. وبهذا المبلغ تصل تبرعات الولايات المتحدة لأزمة الروهينجا إلى 389 مليون دولار هذا العام. لكن هالي حذرت من أن سخاء أميركا ليس مطلقا.
ويرى منتقدون أن الولايات المتحدة تخلت عن دورها القيادي في قضايا اللاجئين بسبب سياسة «أميركا أولا» التي تتبناها إدارة ترامب. وتاريخياً، استقبلت الولايات المتحدة عددا من اللاجئين أكثر من باقي دول العالم مجتمعةً. والآن توشك كندا أن تحل محلها.
الجمعية العامة للأمم المتحدة ستجري اقتراعاً على ميثاق عالمي للاجئين أثناء اجتماعاتها السنوية الحالية. والاتفاق في هذا الأمر يقوم على أساس أن اللاجئين تقع مسؤوليتهم على عاتق العالم ويجب إعادة توطينهم في نهاية المطاف. وبينما يذكر الميثاق تحسين إمكانية دخول اللاجئين إلى دول أخرى، فهو يشجع الدول والشركات والمؤسسات على تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للدول المضيفة التي تعاني من تدفقات اللاجئين.
كارول موريلو
صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»