لا تدري كيف تصف ما يجري في السعودية هذه الأيام، هل هو إصلاح أم انفتاح أم تغيير أم تحديث أم تجويد أم عهد جديد، لكن الأمر المؤكد أن القيادة السعودية، بخبرة ودراية الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحيوية وتطلّع ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، زرعت الأمل، ليس في السعودية فحسب، وإنما في سائر المنطقة العربية، وبدأت العمل، ليس في السعودية فحسب، وإنما في سائر المنطقة العربية.
وخلال سنوات قليلة، شهدت السعودية تغييرات كبيرة في مختلف المجالات التي من شأنها تجويد الحياة في المملكة، وقائمة التغييرات التي أنجزت أو التي يجري تنفيذها متنوعة وكثيرة ومتسارعة إلى درجة أنه يصعب حصرها، منها على سبيل المثال رؤية 2030، وهي خطة إصلاح شاملة استعداداً لمرحلة ما بعد النفط، وتنفيذ 80 مشروعاً حكومياً عملاقاً، وبرنامج التحوّل الوطني 2020، والذي يهدف إلى تنويع المصادر الاقتصادية، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، ومشروع «نيوم» الذي يعمل على استقطاب الصناعات والتقنية الحديثة، وتأسيس شركة كبرى للصناعات العسكرية، وحملة مكافحة الفساد، والسماح للنساء بقيادة السيارات، وإقرار نظام مكافحة التحرّش.
أما في خارج المملكة، فعلى سبيل المثال، أطلقت السعودية عملية عاصفة الحزم في اليمن، لإعادة الشرعية ووضع حدّ لتطرف الحوثيين، وأسّست للتحالف الإسلامي الذي يهدف إلى المواجهة الشاملة مع الإرهاب، وعملت على تنسيق العمل العربي المشترك لمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، وأطلقت حملة دبلوماسية واسعة لتعزيز العلاقات.
ولأجل هذا، تحوّلت بعض العبارات التي قالها الأمير محمد بن سلمان في حوارات إعلامية إلى عناوين للأمل ووصفات للعمل يتناقلها السعوديون وغير السعوديين، كـ«العلاج بالصدمة»، حين وصف الحملة على الفساد والكسب غير المشروع. وعبارة «سوف ندمّرهم اليوم»، والتي قالها في معرض حديثه عن رفض التعامل مع الأفكار المتطرفة، وضرورة عودة المنطقة إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب، كما كانت عليه قبل انتشار الصحوة فيها. وعبارة «نعمل لكي تكون المعركة عندهم»، والتي قالها عند سؤاله حول إمكانية إجراء حوار مباشر مع إيران، حيث أكد محمد بن سلمان أنه لا نقاط التقاء مع نظام الخميني بعد تجربة التفاهم معه في أكثر من مرحلة، كان خلالها يمارس عملية التوسّع، وهدفه الرئيس الوصول إلى قبلة المسلمين، وأن هذا الوضع انتهى الآن، وأنه لن يتم انتظار حدوث المعركة في السعودية، بل تكون المعركة هناك في إيران. وهكذا مع عبارة «على حد سواء» والتي وردت في الأمر الملكي بالسماح بإصدار رخص قيادة للسيارات، حيث صارت العبارة إلى رؤية فيما يخص حقوق المرأة.
السعوديون موعودون اليوم بتوفير الجودة في حياتهم، وهذه الوعود يجري تنفيذها يوماً بعد آخر، وهذا الأمل بالغد الأفضل سرى تياره وجاب أطراف العالم، سواء بإشادات بما يحدث في السعودية من دول وقادة، أو من خلال الناس من مختلف البقاع الذين فرحوا بفرحة السعوديين، إذ قدر السعودية أنها دولة ما يحدث فيها ينعكس بظلاله على ما حولها.