عندما بحث الرئيس الأميركي بيل كلينتون ما إن كان ينبغي تخفيف الحواجز التجارية ضد الصين، ساعدت «وول ستريت» (كناية عن قطاع المال والأعمال الأميركي) على الدفاع عن وجهة نظر بكين.
وعندما تبنى الرئيسان جورج دبليو. بوش وباراك أوباما لهجة صارمة ولوّحا بتسمية الصين بلداً متلاعبا بقيمة العملة، دعت «وول ستريت» إلى التأني وضبط النفس – ثم تراجع الرئيسان عن ذلك.
واليوم، تأمل الصين أن تستخدم «وول ستريت» مرة أخرى قوتها ووزنها السياسي لتهدئة النفوس في واشنطن. ولكن وبينما يعمل الرئيس دونالد ترامب على تصعيد الحرب التجارية مع بكين، لاقت كلمات «وول ستريت» آذانا صماء.
مدراء كبار في «وول ستريت» التقوا في بكين الأحد مع مسؤولين ومصرفيين صينيين حاليين وسابقين في اجتماع رتِّب على عجل من أجل إيجاد سبل لتعزيز العلاقات المالية بين الولايات المتحدة والصين. ويوم الاثنين، خطّطت المجموعة للقاء مع نائب الرئيس «وانج كيشان»، الذي يُعتبر اليد اليمنى لزعيم البلاد «شي جينبينغ». كما تم تحديد موعد مبدئي لمحادثات بين الحكومتين يجريها وزير الخزانة الأميركي «ستيف منوشن ونائب رئيس الوزراء الصيني «ليو هي» في وقت لاحق من هذا الشهر في واشنطن. ويقول أشخاص مطلعون على المحادثات، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم نظراً لحساسية العملية، إن «ستيفن شوارزمان»، رئيس مجموعة «بلاكستون»، لعب دوراً مهماً في تنظيمها.
ولكن الصينيين أشاروا إلى أنهم سينسحبون من المحادثات في حال نفّذ ترامب تهديده بفرض رسوم على 200 مليار دولار أخرى من السلع الصينية، وفق شخص مطلع على الملف. يأتي هذا في وقت أخبر فيه ترامب مستشاريه بأنه يرغب في المضي قدماً في الحزمة الجديدة من الرسوم؛ ومن الممكن أن يكون ثمة إعلان اعتباراً من هذا الأسبوع، وفق شخص آخر مطلع على المحادثات.
وهذا يمثل استمراراً لاتجاه محبط بالنسبة لعمالقة أميركا الماليين: إذ على الرغم من فوزهم بخفض للضرائب وتقليص القوانين المنظِّمة من إدارة ترامب والكونجرس الذي يسيطر عليها«الجمهوريون»، إلا أنه يبدو أنهم غير قادرين على فعل الكثير لوقف الحرب التجارية. وفي هذا الإطار، يقول الأستاذ الفخري بكلية وارتون للتجارة مارشال مييار: «إن الشيء المفاجئ حقاً هو أن العلاقات والاتصالات التي كانت ناجحة في الماضي، والطريقة التي كانت ناجحة، لم تعد كذلك في الوقت الراهن». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»