تعكف كبريات شركات الدفاع الأميركية على ابتكار جيل جديد من الأقمار الصناعية لا يزيد حجهما على حجم «فرن المايكروويف»، في إطار سعيها إلى مواكبة النتاج الجديد لشركات تكنولوجيا تجارية تقود موجة انفتاح في قطاع الفضاء. وتهدف جهود شركات الدفاع الأميركية إلى ضخ استثمارات جديدة في «تكنولوجيا الأقمار الصناعية المكعبة»، بينما تبحث الحكومة الأميركية عن بدائل للأقمار الصناعية المكلفة والعملاقة، التي يناهز حجمها حجم الحافلات، والتي تعتمد عليها منذ عقود.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركتا «بوينج» و«رايثون» عن شراكة مع شركتين ناشئتين تركزان على الأقمار الصناعية الصغيرة، فاستثمرتا في شركة «بريدج سات» في كولورادو، و«هوك آي 360» في فيرجينيا، على التوالي. وجاء إعلان الشركتين مع شركة «بثيسدا»، التابعة لشركة «لوكهيدمارتين» توسيع أعمالها مع شركة «تيران أوربيتال»، المتخصصة في تكنولوجيا «الأقمار الصناعية متناهية الصغر».
وتحاول هذه الشركات الاستجابة للأولويات المتغيرة للوكالات الاستخباراتية والدفاعية الأميركية. فسوق الأقمار الصناعية الصغيرة، المصممة للدوران في مدار قريب من الغلاف الجوي الأرضي، تحقق نمواً سريعاً. وبحسب تقرير لاتحاد صناعة الأقمار الصناعية و«برايس سبيس آند تكنولوجي»، تم إطلاق زهاء 292 مركبة إلى الفضاء العام الماضي، مقارنة بـ55 في 2016.
وهذا التحول تعززه موجة من الابتكارات التي جعلت إنتاج الأقمار الصناعية أقل تكلفة، وظهور شركات جديدة متخصصة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية التجارية مثل «سبيس إكس» والتي جعلت الوصول إلى الفضاء الخارجي أكثر سهولة.
وبالنسبة للوكالات العسكرية والاستخباراتية الأميركية، يعتبر التحول إلى أقمار صناعية أصغر جزءاً من جهود أوسع لتعزيز قدراتها في الفضاء على مواجهة أية هجمات. وهي أيضاً أساس لـ«قوة الفضاء» التي اقترحها الرئيس ترامب. وإذا ما أقرها الكونجرس، فإن «قوة الفضاء» ستكون الفرع السادس في الجيش الأميركي، وسينصب تركيزها على مواجهة التهديدات الأمنية في الفضاء الخارجي، وستكون أول سلاح عسكري جديد يتم إنشاؤه منذ إنشاء سلاح القوات الجوية الأميركية في عام 1947.


آرون جريج
كاتب متخصص في الشؤون الدفاعية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»