تحرص القيادة الرشيدة على تكريم أصحاب الإنجازات، ضمن رؤيتها لترسيخ ثقافة التقدير والتفوق والتميز والإبداع، باعتبارها الحافز لجميع أبناء الوطن نحو مزيد من العمل والعطاء والبذل من أجل رفع اسم الإمارات في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وفي المجالات كافة. ولا شك في أن استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مؤخراً للاعبي ولاعبات منتخب الإمارات للجو جيتسو، الذين حصدوا تسع ميداليات في منافسات دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها إندونيسيا مؤخراً في العاصمة جاكرتا، وكذلك استقبال سموه الطالب محمد سيف المزروعي، الفائز بالمركز الأول في مسابقة «خطة العمل لأكاديمية وارتون العالمية للقادة الشباب»، التي عقدت في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية بمشاركة 9 طلاب من دولة الإمارات، إضافة إلى مئات الطلبة من مختلف دول العالم، إنما يعزز من هذه الثقافة، ويبعث برسائل إيجابية إلى جميع أبناء الوطن، ليسلكوا النهج نفسه ومضاعفة الجهد كي تستمر مسيرة التفوق الإماراتية في المجالات كافة، فكل صاحب إنجاز في مجال عمله سوف يحظى بالتكريم من قبل الدولة والقيادة الرشيدة، تقديراً لقيمة ما حققه من إنجاز يضيف إلى مسيرة الإمارات الحافلة بالنجاحات.
إن تكريم أصحاب الإنجازات في المجالات المختلفة، الرياضية والعلمية والأدبية والثقافية، إنما ينسجم مع السياسة العامة للدولة، التي تضع رعاية المتميزين والمتفوقين والمبدعين على رأس أولوياتها، باعتبارهم ثروة الوطن الحقيقية التي يُعوَّل عليها في تعزيز مكانة الإمارات في مختلف المجالات. ولهذا تتعدد المبادرات التي تستهدف ترسيخ ثقافة التميز والتفوق والإبداع، كمبادرة «أوائل الإمارات»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2014، والتي تكرِّم أبناء الوطن الأوائل والرواد في المجالات كافة، حيث كان لإسهاماتهم الأثر البارز في تعزيز مسيرة التنمية والنهضة الإماراتية. و«جائزة أبوظبي» التي تم إطلاقها عام 2005، وتُنَظَّم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لتكريم أصحاب العطاءات والإنجازات المجردة لخدمة المجتمع. وفي الوقت ذاته، تحرص الدولة على ترسيخ ثقافة التميز والابتكار في منظومة العمل الحكومي، وقد أطلقت من أجل ذلك مجموعة من البرامج والجوائز، مثل «برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي»، الذي يسعى إلى تمكين القطاع الحكومي بالدولة من التفوق في أنظمته وأدائه وخدماته ونتائجه، من خلال تطبيق نموذج عالمي للتميز وإطلاق مجموعة متنوعة ومستمرة من المبادرات التطويرية بما يعزز ثقافة الإبداع والتميز لدى موظفي القطاع الحكومي كافة. و«جائزة محمد بن راشد للتميز الحكومي»، التي تعتبر أرفع جائزة للتميز المؤسسي في الدولة، وتهدف إلى تعزيز دور المؤسسات الحكومية الاتحادية في خدمة جميع فئات المجتمع، ونشر الوعي بمبادئ التميز وأهميته للحكومات الحديثة، إلى جانب تنمية القدرات اللازمة لدفع عجلة التميز في جميع مؤسسات الحكومة الاتحادية. ولهذا حينما يقال إن الإمارات تسعى دوماً إلى تعزيز ريادتها والوصول إلى المركز الأول في المجالات كافة، فإن هذا لم يأت من فراغ، وإنما هو نتاج لهذه الثقافة التي تغرس في أبناء الوطن روح التحدي والإصرار والتفوق والإنجاز من أجل رفعة الإمارات وإعلاء شأنها بين الدول، ولعل هذا ما يفسر حصول الإمارات على مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات الدولية التي تقيس مستوى التنمية والتطور والتنافسية في المجالات المختلفة.
حينما يتحول تكريم أصحاب الإنجازات ورعاية الموهوبين في المجالات المختلفة إلى ثقافة عامة، فإن ذلك يكون دليلاً على حيوية المجتمع وامتلاكه الأساس القوي للتقدم والرقي، لأن هذا ينمي التنافس الإيجابي والبنّاء بين الأفراد والمؤسسات المختلفة ليس فقط على الارتقاء بالأداء وتحقيق الإنجازات المطلوبة، وإنما أيضاً في التميز والابتكار والتفوق، وبالشكل الذي يحقق هدف رؤية الإمارات 2021 بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل دول العالم في العيد الخمسين لتأسيسها.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية