من منظور النقّاد، هناك أسباب كثيرة للقلق بشأن تطوّر الذكاء الاصطناعي. فقد حذّر الملياردير المخترع «إلون مسك»، الذي يعتبر ألد أعداء الذكاء الاصطناعي في العالم، من أن التكنولوجيا ستصبح ديكتاتوراً قاتلاً لا مفرّ منه ولا مهرب. وقبل وفاته بأعوام، قال العالم الفيزيائي الشهير «ستيفن هوكينج» إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتجاوز التطور البيولوجي، تاركاً البشر عاجزين عن المنافسة.
والآن، كشف الأمير «تشارلز»، ولي عهد بريطانيا، سبباً آخر للقلق من الذكاء الاصطناعي، وأوضح أنه قلق من الطريقة التي بدأ يحول بها الذكاء الاصطناعي أسلوب تفاعل الناس مع الآلات. وقال الأمير «تشارلز»: «إن أصعب ما أجده حالياً هو التكيف مع هذا الاتجاه الاستثنائي، إذ أصبحنا بطريقة ما جزءاً بشرياً وآخر آلياً، وهو ما أرفضه رفضاً قاطعاً». وأضاف: «من الحماقة أن نصل إلى هذه الدرجة، لأنني أتصور أنه كلما زادت تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي يرغبون في تطويرها، اكتشف الناس أهمية الحرف التقليدية، والأشياء البشرية التي يصنعونها دون تدخل الآلات».
وكان «تشارلز» يتحدث لمجلة «جي كيو» بعد إعلان منحه جائزة عن مجمل أعماله الخيرية، لاسيما أنه لطالما اعتبر مدافعاً عن البيئة، ومن الداعين إلى الزراعة العضوية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومن أشد المطالبين باتخاذ «موقف عاجل بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض».
وفي الحوار بدا أن تشككه تجاه الذكاء الاصطناعي مرتبط إلى حد كبير بتعزيز قيمه المرتبطة بخدمة البيئة، حيث قال: «من المهم بدرجة كبيرة أن تتسق طريقة عملنا مع طريقة عمل الطبيعة والعالم، وليس مع الطريقة التي نعتقد أنه ينبغي العمل بها، كما يحدث الآن».
غير أن «كيفين كيلي»، رئيس تحرير مجلة «ويرد»، قدّم وجهة نظر متفائلة للتطور التكنولوجي: «أعتقد أننا نحن أنفسنا التكنولوجيا، فلو أخرجنا التكنولوجيا من حياتنا، فلن يستمر البشر أكثر من ستة أشهر، وستأكلنا الحيوانات، ولن نستطيع الدفاع عن أنفسنا إلا من خلال التكنولوجيا».

بيتر هولي
كاتب متخصص في الشؤون التكنولوجية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»