ذكرت وزارة التعليم الأميركية في دراسة إحصائية نشرتها في أبريل الماضي أن نحو 240 حادث إطلاق نار وقعت في مدارس الولايات المتحدة خلال 2015-2016. هذا العدد يعني أن عشرات الآلاف من الأطفال الأميركيين كانوا عرضة لخطر الموت. والآن، انظروا إلى هذا العدد: 11. لأنه عندما حاولت الجمعية الأميركية الوطنية للبنادق تأكيد الحوادث التي أبلغت عنها الحكومة، لم تتحقق سوى من هذا الرقم فقط. وفيما تعذر التحقق أو عدم التحقق من بعض البيانات الواردة في دراسة وزارة التعليم، فإن التقرير الذي أصدرته الجمعية الوطنية للبنادق الاثنين الماضي خلص إلى أنه في ثلثي الحالات، قالت الإدارات المدرسية إنه لم تحدث حالات إطلاق نار.
فكيف حدث هذا التضارب في النتائج التي توصلت إليها كل من وزارة التعليم والجمعية الوطنية للبنادق؟ يشير تقرير الجمعية الوطنية إلى أن قدراً كبيراً من هذه المشكلة يكمن في أن الإدارات المدرسية قامت ببساطة بملء النماذج بشكل غير صحيح!
ولكن عندما تكون البيانات سليمة وجميع المستجوبين يتسمون بالجدية، يبقى من الممكن أن تكون هناك نسبة صغيرة مضللة تماماً. هل تتذكرون الدعم المقدم للمدارس الصغيرة في العقد الأول من القرن الحالي؟ لقد كان هذا يستند إلى بيانات تظهر أن المدارس الصغيرة كانت هي الأعلى أداء على الدوام. لقد كانت البيانات صحيحة، لكنها فقط لم تظهر ما الذي كان يعتقده الباحثون. وتبين أن المدارس الصغيرة كانت هي الأسوأ أداء، بينما كانت المدارس الأكبر تميل إلى التجمع في منتصف المجموعة. وهذا ما تعلمه لنا الإحصاءات للتنبؤ إذا كانت النتائج قد تم توزيعها بشكل طبيعي مدفوعة بالاختلاف العشوائي.
ولكن فيما تزداد المجموعات الخاضعة للدراسة عددا، يقل احتمال أن يطغى ما يكفي من الحالات الفردية الشاذة التي تم رصدها دون قصد على بقية الحالات في المجموعة.
لذا فالعينات الأكبر تكون أكثر احتمالا من الاقتراب من المتوسط الحقيقي مقارنة بالعينات الصغيرة، وهذا هو الحال مع الأداء المدرسي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»