لطالما أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وقوفها إلى جانب احتياجات الشعوب في بقاع الأرض كافة، وتحديداً اللاجئين والمهجرين منهم، إيماناً بأن مشاعر التضامن لابد أن تُترجم إلى ممارسات، تلبي حاجاتهم الإنسانية، بما يليق بكرامتهم ويحقق لهم المستويات المعيشية اللائقة، اجتماعياً واقتصادياً، وذلك من خلال مواصلة توسيع الدعم المقدم إلى الفئات المهمّشة والمحتاجة والمتضررة من الأزمات والحروب، التي تحتاج إلى توفير بيئة آمنة لهم ولأسرهم، والعمل على زيادة الدعم المالي لتطوير البرامج والمبادرات الرامية إلى دعم تلك الأسر، وتعزيز التعاون والتنسيق مع الهيئات المحلية والدولية، لضمان الحياة الأفضل لمحتاجي الرعاية.
ومؤخراً، وبعد مبادرتين خيريتين استهدفتا دعم اللاجئين السوريين والعراقيين، وتوجهتا إلى ذوي الأيادي البيضاء من أبناء المجتمع المحلي الإماراتي، وبالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رصدت مؤسسة «القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، 240 ألفاً و750 دولاراً، لصالح إنشاء مركز مجتمعي في حلب، بهدف تعزيز جهود المفوضية لتوفير أنشطة الحماية المجتمعية. كما خصصت المؤسسة 40 ألفاً و557 دولاراً لتنفيذ مبادرة تهدف إلى تقديم المساعدة النقدية لمدة شهر، لـ143 عائلة عراقية لاجئة تعيش في المناطق الحضرية في الأردن، وتحديداً الأسر التي تعولها النساء.
وحققت مؤسسة «القلب الكبير» إنجازات كبيرة على الصعيد الإغاثي خلال العام المنصرم، حيث نفذت الكثير من المشروعات الإنسانية، وقدمت تبرعات سخية في القطاعات الخدمية للاجئين في سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وبنغلادش. كما أطلقت المؤسسة «صندوق تمكين الفتيات»، الهادف إلى مناصرة حقوق القاصرات في مختلف مناطق وجودهن، ودعم حقوقهن في الحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والأمن، والدعم الاجتماعي والنفسي، وحمايتهن من جميع أشكال العنف والتمييز والاستغلال.
لقد كان لتوجيهات القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسيراً على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الوقوف إلى جانب الإخوة العرب والأصدقاء في كل مكان في أزماتهم وضنك عيشهم، طِيب الأثر وأكبره في إنشاء العديد من المشروعات والمبادرات الإنسانية التي تلبي الاحتياجات المتزايدة للمتأثرين من الصراعات من اللاجئين والنازحين، والمجتمعات المتأثرة بأزمات اللجوء، بما يضمن لهم الحماية، ويعزز سبل الحياة الكريمة لهم ولأسرهم.
إن الأعمال الإنسانية لدولة الإمارات تشهد لها العديد من المواقف، حيث الواجب الإنساني هو الأساس الذي تتعامل معه في سبيل رفع الخوف والفقر عمن يعانونه، وجعلهم ينعمون بالراحة والأمان، من خلال تقديم أشكال الحماية وسبل العيش كافة لأكبر عدد من اللاجئين والنازحين، ومساعدتهم على بدء حياة جديدة، والاندماج في مجتمعات الدول التي يعيشون فيها، وتأهيل العائلات النازحة داخلياً، وتقديم المساعدة لهم، بما ينسجم مع نهج الدولة الثابت في تعزيز قيم الخير والعطاء والبذل ومساندة المحتاجين في شتى بقاع العالم، بجهود خيرية وإغاثية تسهم في رفع المعاناة عنهم أينما وُجدوا.
وتؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة أن الإسهام في حل قضايا اللاجئين، لا بد له أن يرسي أسس الاستقرار والسلام العالميين، ما حفّزها على تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، وتنفيذ المشاريع التنموية التي تخفف من وطأة معاناتهم، حتى أصبحت النموذج الملهم والمثال الأعلى، لكل معاني التكاتف مع المنكوبين في مناطق الأزمات، ما أوصلها لأن تتبوأ المركز الأول عالمياً، كأكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني لعام 2018، بلغت منذ بداية العام الجاري نحو 3.75 مليار درهم، وفقاً لتقرير أصدرته مؤخراً خدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. فضلاً عن تبوء الدولة مركز الصدارة عالمياً، ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات الخارجية، في عام 2017، بقيمة إجمالية بلغت 19.32 مليار درهم، وبمعدل نمو بلغ 18.1% مقارنة بعام 2016.

 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية