ترتكز دولة الإمارات العربية المتحدة على العديد من الاستراتيجيات والبرامج التي تعزز تنافسية العملية التعليمية، وترفدها بالكثير من معايير وآليات التقدم والتطور التكنولوجي، وتحقق الجودة والتميز والريادة، اعتماداً على معايير الابتكار التي تعزز مكانة الدولة في مؤشرات التنافسية، من خلال تطوير مهارات وقدرات طاقاتها البشرية، للإسهام بتلك العملية بفاعلية وإيجابية، عبر التأسيس لبيئة مدرسية تشرك المدرسة والمعلمين والطلبة وأولياء أمورهم في العملية التعليمية، حتى يتم إعداد أجيال مؤهلة في المجالات التخصصية كافة، تكون قادرة على مواصلة مسيرة التنمية الشاملة التي تمر بها الدولة.
وتعتبر زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في أول يوم دراسي، لمدرسة الأصايل للبنات الحلقة الثانية في مدينة خليفة، التي رافقه فيها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، تأكيداً على اهتمام القيادة الرشيدة بالاطمئنان على سير العملية التعليمية، وتفعيل دور المنصات الذكية فيها، حيث تعد مدرسة الأصايل، أول مدرسة تطبق نظام "ألف للتعليم"، المنصة الإلكترونية الوحيدة على مستوى العالم، الذي يشتمل على المواد التعليمية كافة بشكل منظم، يتعلم الطالب من خلاله دروسه، سواء كان في البيت أو المدرسة، محققاً النظام نتائج مثمرة في نسب النجاح وارتفاع معدل المشاركة في العملية التعليمية.
ويأتي قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إن "التعليم أفضل أداة يمكننا من خلالها رسم مسارات حيوية جديدة لوطننا ومجتمعنا فالتعليم أضحى الرهان لإحداث نقلة نوعية في مختلف مسارات التنمية، وكي نستمر في مسيرة البناء علينا غرس قيمة التعليم وأهميته في نفوس أبنائنا.." ليؤكد متابعة واهتمام القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعداد جيل قادر على استشراف المستقبل وقيادته، وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية، التي تسلّحهم بالعلوم والمعارف، وتمكّنهم من أفضل المهارات التي تجعلهم قادرين على خوض تجاربهم وتحقيق طموحاتهم وفق أقصى درجات التنافس والإبداع والابتكار.
ولا تكتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير العملية التعليمية، التي تستند إلى أسس معرفية وتكنولوجية، وتفعيل المنصات الإلكترونية فقط، إنما تولي تحقيق مبادرات تحقق قيم السعادة لأبنائها الطلبة وأولياء أمورهم الاهتمام الكبير أيضاً، وفق ما يسمى "سياسة العودة إلى المدارس" التي أطلقتها الحكومة الاتحادية بتوصية من البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، وبالتنسيق مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، كوسيلة لتبديد مخاوف الطلبة، والتيسير على آبائهم وأمهاتهم العاملين في الحكومة، من خلال تمكينهم من مرافقة أطفالهم إلى المدارس والحضانات في اليوم الدراسي الأول، ما يسهم في تعزيز التلاحم الأسري، ورفع مستويات الرضا والسعادة، ويحفِّز أبناءهم على التفوق والحماسة في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، ويعزز من قيم الشراكة الإيجابية بين أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية، الرامية إلى تأمين بداية مثالية للموسم الدراسي، تكسر نمط العلاقة التقليدي والرتيب بين الطلبة ومدرستهم، وتحولها إلى علاقة من الألفة والمودة والتفاعل.
إن إيلاء القيادة الرشيدة صناعة منظومة تعليمية تعتمد على تعزيز قيم الشراكة والإيجابية اهتماماً كبيراً، وتفعيل المبادرات الإنسانية الهادفة إلى الارتقاء بمنظومة التعليم وتطويره، بما يتوافق مع رؤية الدولة التنموية، لا ينفصل عن رؤيتها الطموحة في بناء قدرات النشء المعرفية، وترسيخ القيم الأخلاقية في نفوسهم، وتعزيز الدافعية لديهم لتحقيق طموحاتهم المستقبلية، وفق أنظمة وآليات متطورة، تقدم الحلول الذكية للعملية التعليمية، وتدرج التكنولوجيا فيها بشكل فاعل، بما يحفزهم على التعلم، ويعزز تطور البيئة التعليمية الذكية، ويجعل الجميع شركاء في إعداد أجيال المستقبل، التي تمتلك المهارات الاستكشافية والإبداعية في التعلم الذاتي والتفكير المستقل، وفق بيئة تعليمية محفزة وجاذبة، وتشتمل على مستويات عالية من التنسيق بين مختلف الجهات، تسهم في إعداد قادة المستقبل من هذه الأجيال.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية