(ساعدنا وساهم معنا في بناء محتوى جيد، واقترح علينا إضافة خدمات جديدة تلبي حاجاتك).. هذا ما يريدنا أن نقوم به شعار (ساهم واحصل على جائزة) الذي ستجده فور دخولك البوابة الإلكترونية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
المفاجأة تكمن في الفكرة الابتكارية وراء الشعار، والتي تهدف إلى جعل المتعاملين شركاء في تصميم الشكل، وتنقيح المحتوى، وإضافة خدمة جديدة للبوابة، لتصبح مكتملة وتحقق الجدوى المنشودة من وجودها، فالبوابة اليوم تحولت إلى جزء مهم من الصورة العامة والجذابة لدولة الإمارات محلياً وخارجياً، لمن عرفها سابقاً، ولمن يرغب اليوم في التعرف إليها.
الإمارات تزخر اليوم بالعديد من الأفكار والتصورات والمشاريع الحيوية القابلة للتطوير والتنفيذ لتكون، كسابقاتها، حقيقة باهرة على الأرض، ولعل هذا ما يعطي الانطباع بأنها دولة متوثبة للأمام دائماً. ثمة معيار لافت اعتمده المسؤولون على مدى أعوام في المؤسسات الحكومية في الإمارات، يبرر سرعة البت في طرح الأفكار وتطويرها وتنفيذها بزمن قياسي. هذا المعيار يقوم على مسلمة تقول: إذا لم تستطع تنفيذ فكرتك الابتكارية اليوم، فغداً سينفذها غيرك، وستبقى ملوماً. هذا ما جعل الآخرين في الجوار الخليجي والعربي، وحتى الإقليمي، أفراداً وحكومات ونخباً مجتمعيّة، ينظرون إلى الإمارات وما تحقق فيها، بعين، لا أقول الحسد، لا سمح الله، بل بعين الغبطة.. يغبطونها على ما وصلت إليه، وما حققته راهناً، وإلى ما هو في طريقه إلى التحقق. ومناسبة الكلام هو ما لمسته مجسداً في الفكرة الإبداعية الخاصة بالبوابة الإلكترونية لدولة الإمارات - Government.ae التي استهللنا مقالنا بها، فمسألة أن تعرض عملك على الناس المتعاملين وتطلب منهم مساعدتك بالإسهام في جعله أكثر اكتمالاً، هي جرأة فائقة وثقة غير عادية يمتلكهما فريق العمل المسؤول في هيئة تنظيم الاتصالات، وهي باختصار كما لو أنك تقول بصوت مرتفع: عملنا من دون إسهامكم لن يكون مكتملاً، وبالتالي لن يكون مهماً كونه لا يلبي حاجاتكم. هنا يبرز عنصر رضا المتعاملين وهو من العناصر التي إن غابت في أي عمل، هددت مشروعك من جذوره، بل ربما تنسفه لتضيفك إلى قائمة الفاشلين المتظلّمين. إن بوابة الإمارات الإلكترونية التي تديرها وتشرف عليها هيئة تنظيم الاتصالات، تكون بخطوتها هذه أولاً قد أعطت مثالاً - قدوةً لبقية المؤسسات في القطاعين العام والحكومي معاً- يتعلق بأهمية المواقع الإلكترونية الرسمية، وجعلها أكثر اكتمالاً وجذباً بعرضها على المتعاملين ودعوتهم للمشاركة والإسهام في بنائها، ولمَ لا؟ فخطوة كهذه تشبه إلى حد كبير عملية العصف الذهني، لكن على نطاق أوسع، نطاق لا محدود، مع رصد جائزة قيّمة للمساهمين. وثانياً، لعلها المرة الأولى في الإمارات والمنطقة تعتمد فكرة (التشاركية الاقتصادية - Crowedsourcing، وهو للعلم مصطلح حديث جداً، دول قليلة في العالم استخدمته.. ألم أقل لكم أن الأفكار والبناء لا سقف لهما في الإمارات..