في عام 2017، فيما كنت أنا و«لين نوفيك» نضع اللمسات الأخيرة لفيلمنا عن حرب فيتنام، اتصلت بالسيناتور «جون ماكين» لمعرفة ما إذا كان بإمكاني إطلاعه على بعض المقاطع. وقد وافق وقال: «فقط المقاطع التي تتضمن قصصاً عن الجنود والمدنيين الفيتناميين الشماليين». وكنا قد تحدثنا، أنا وماكين، عن الفيلم قبل عقد من الزمان، فيما كان لا يزال في مرحلة الإعداد. وأردت أن أخبره أنه في حين أننا لم نكن نعتزم إجراء مقابلة معه أو مع زميله آنذاك في الحرب الفيتنامية «جون كيري»، فإننا خططنا لرواية قصتهما. وبأسلوبه الخاص، اقترح ماكين أن نتجنب قصته تماماً، أي خدمته كطيار في البحرية، وسجنه لمدة خمس سنوات ونصف كأسير حرب، حيث تعرض للتعذيب. وقال إن الفيلم يجب أن يتضمن قصصاً عن الأميركيين «العاديين» الذين ذهبوا إلى الحرب، وإن ذلك سيكون فرصة «لإنقاذ الأرواح» عبر إنهاء الحرب بالنسبة للبعض بطريقة نفسية عميقة. وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن أي فيلم يريد حقا فهم حرب فيتنام يجب أن ينصت إلى الفيتناميين أيضاً.
وكان ماكين قد قام بمهمة إنهاء الحرب بالنسبة لآلاف الأسر الأميركية، بوضع نهاية للكذبة التي تركها الجنود الأميركيون في الهند الصينية. كما ساعد على تحرير مئات آلاف الأسرى الفيتناميين الجنوبيين. وكان كيري حليفاً مقرباً لماكين في هذه الجهود. وكان من الممكن أن يكون الرجلان خصمين، لاسيما أنهما من مختلفين حزبياً، لكنهما تقاسما رباطا وُلِدَ في القتال وتربى على حب الوطن. كما كانا يتشاركان في الإيمان بإنسانيتنا المشتركة، بما في ذلك إنسانية الخصوم السابقين.
وبالطبع، فقد اشتهر ماكين بتفانيه الشخصي في قول الحقيقة. كما أن صراحته وانتقاده للذات أمور غير معروفة في السياسة حالياً.
ربما لم يظهر ماكين أمام الكاميرا في فيلمنا، لكن الفيلم يروي قصته وقصة أي شخص قاتل في الجيش الأميركي واختار أن يقاوم. إنه أيضاً يروي قصة الفيتناميين الذين قاتلوا ضد الولايات المتحدة، والذين نالوا في النهاية احترام ماكين، فسعى معهم لخلق مستقبل أفضل.

 كين بيرنز
مخرج أفلام أميركي
ينشر بترتب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»