يحظى النموذج الإماراتي في التنمية باهتمام متزايد من قبل المجتمع الدولي والكثير من الدول التي تمر بمرحلة انتقالية أو تسعى للنهوض وتحقيق التنمية المستدامة؛ ودائماً ما يعبر زعماء وقادة الدول عن تقديرهم لتجربة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ويعبرون عن رغبة بلادهم في الاقتداء بهذا النموذج، وذلك بالنظر إلى النجاح الباهر الذي حققه والذي يعد استثنائياً بكل المقاييس. وكل من يزور دولة الإمارات من رؤساء الدول أو الحكومات أو الخبراء يندهش من مستوى التطور الذي وصلت إليه الدولة، ولا يتردد في إظهار الرغبة بالاستفادة من هذا النموذج؛ بل ويقوم البعض منهم بالترويج له. وفي هذا السياق أكد «آبي أحمد»، رئيس وزراء إثيوبيا، خلال مخاطبة حشد من مواطني إقليم الصومال الإثيوبي (أوجادين) وقياداته الأهلية، بأديس أبابا، مؤخراً، أن «دولة الإمارات استطاعت أن تفرض نفسها في منطقة صحراوية وتخلق معجزة تنموية مبهرة جعلت منها قِبلة يقصدها كل شعوب العالم». وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال استماعه لمشكلات إقليم الصومال، أن «الإمارات أصبحت مقصداً لكل إثيوبي وكل فرد يتطلع للذهاب إليها، لما وصلت إليه من تطور، ويجب علينا الاقتداء بهذه الدولة المتطورة».
وينطوي حديث رئيس الوزراء «آبي»، بالإضافة إلى تصريحات الكثير من المسؤولين حول العالم، على دلالات مهمة؛ من بينها: أولاً، أن النموذج الإماراتي يبدو فريداً، ليس فقط في حجم الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات من دون استثناء، وإنما أيضاً في الوقت القصير الذي تحققت فيه؛ فخلال أربعة عقود تحولت الإمارات من صحراء صفراء إلى جنة خضراء؛ كما انتقلت من دولة بسيطة تعتمد على الزراعة إلى دولة عصرية بكل معنى الكلمة؛ فالنهضة العمرانية التي تحققت فيها تكاد تكون بالفعل فريدة، حيث نجد بنياناً يعانق السماء، وبنية تحتية بأعلى المعايير العالمية؛ وإدارة حكومية استثنائية في فاعليتها وفي طريقة تسييرها للشؤون العامة، وتقديم الخدمات بأسلوب فاعل ومنافس على مستوى العالم بجدارة واستحقاق. وثانياً، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى بقيادة حكيمة، ومنذ البداية، فمن نعم الله عز وجل على الإمارات أن حباها بقيادة رشيدة؛ فقد كان المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يملك رؤية ثاقبة حقق من خلالها ما يراه الكثيرون أشبه بالمعجزات. وتلخص كلمات الصحفي العالمي كرانجيا، الذي أجرى حواراً مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل إعلان الاتحاد، وضوح الرؤية التي وجِدت لديه، رحمه الله، وهو يواصل جهوده لإقامة الاتحاد: «ليس هناك من بين كل الشخصيات الباهرة التي ظهرت في عهد النهضة العظيم الذي تشهده جميع دول الخليج بعد اكتشاف البترول من شخصية تقارن بشخصية الشيخ زايد بن سلطان حاكم أبوظبي، من حيث توافر عناصر القيادة الملهمة في روحه، ومن حيث نظرياته السياسية والاقتصادية التي يريد أن يطبقها في المنطقة، ومن حيث إنجازاته الكثيرة التي تمت في وقت قصير للغاية». وقد ألهم الشيخ زايد من جاء من بعده من أبنائه وكل أفراد شعبه؛ حيث سارت من بعده على النهج نفسه القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حيث كانت وما زالت التنمية المستدامة محور اهتمامها الدائم، وتحقيق المراكز الأولى في المجالات كافة وأهداف لا تحيد عنها؛ وأولويتها دائماً وأبداً الإنسان، وتحقيق أعلى مستويات السعادة والرفاه الممكنة للأجيال الحالية والقادمة على حد سواء.
ولهذا، فهي قيادة تحظى بالتقدير الكبير داخل الدولة وخارجها، وينظر إليها أيضاً كنموذج يقتدى بها في القيادة؛ وقد أعرب «آبي أحمد» بالمناسبة ذاتها عن إعجابه بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورؤيته لشعب بلاده وأجيالها المقبلة، حيث يسعى كما نقل«آبي» عن سموه «للعمل من أجل الأجيال المقبلة بالإمارات وتأمين مستقبلهم». ومن هذا المنطلق أكد أبي مخاطباً شعبه: «نحن بحاجة لتفكير ورؤية شبيهة بتلك التي يتبناها هؤلاء القادة الساعون إلى مستقبل الأجيال القادمة».
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية