من يؤثر على «المؤثرين»؟ يحوم هذا السؤال في الوقت الراهن حول مجموعة حديثة من الأخبار بشأن «مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي» الذين يجنون المال من نشر محتوى خاضع لرعاية شركات على شبكة الإنترنت. فمن ناحية هم يستفيدون من الحرية وانتشار واسع النطاق للشبكة العنكبوتية للنجاح وفق ما يشعرون أنه شروطهم. لكن من ناحية أخرى، تستغلهم العلامات التجارية كما تستغلنا.
وقد جعلت شبكة الإنترنت صناعة الذات أسهل من ذي قبل، فمع المحتوى الخاضع لرعاية الشركات، لم يعد المشاهير الذين يمكنهم الظهور على القنوات التلفزيونية التجارية أو لوحات الإعلانات العملاقة في «تايمز سكوير» وحدهم هم القادرون على الاستفادة من مظهرهم أو أسلوبهم أو مهاراتهم أو جرأتهم لبيع الأشياء. وكل ما تحتاج إليه لحشد المتابعين على شبكة الإنترنت هو هاتف ذكي وحساب على «إنستجرام»، وبمجرد زيادة متابعيك، سيلاحقك المعلنون!
وبطرق شتى، هذا هو ما يدور حوله العصر الرقمي، فأي شخص في أي مكان يمكنه الوصول إلى أي شخص في أي مكان من خلال أي صورة من صور التعبير التي يختارونها. غير أن لذلك تابعات، وهو ما سلطت عليه «جوليا كاري ونج» الضوء في تقرير نشرته صحيفة «الجاريان» بشأن شركة «فلات تومي كو»، المتخصصة في منتجات «التنحيف». وأشارت إلى أن الشركة تبيع تحديداً ما يبدو «أجساد جميلة بطريقة مستحيلة» في صور برّاقة، من «الحلوى المخففة للشهية» و«شاي الديتوكس»، الذي يقول عنه المعلنون إنه لن يُحسن المظهر فحسب، ولكن أيضاً الحالة النفسية.
وتروج الأخوات كارديشان لمنتجات «فلات تومي كو»، لكن منتجات الشركة أيضاً موجودة على حسابات على «إنستجرام» لمئات النساء لم يظهرن قط في أحد برامج تلفزيون الواقع. وهؤلاء النسوة يجنون عن كل إعلان 25 دولاراً أو 50 دولاراً مقارنة بمئات الآلاف من الدولارات التي تجنيها «عائلة كارديشان».
وهناك مشكلتان في الأمر، الأولى أن بيع منتجات التنحيف يشجع الاضطراب في تناول الطعام بين الناس، نظراً لأن هذه المنتجات لم تخضع لاختبارات علمية. والمشكلة الثانية هي أن «مشاهير وسائل التواصل» الذين يؤثرون على الناس، يصبحون هم أنفسهم فريسة للعلامات التجارية التي تجعلهم سفراء لها وتتحكم في كيفية ظهورهم لعرض منتجاتها.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»