أحد الشعارات غير الرسمية التي طبعت عهد ترامب – إلى جانب شعار «امسكهن من...» والشعار الذي أطلقه محامي الرئيس، "رودي جولياني" مؤخراً «الحقيقة ليس هي الحقيقة» – هو «لا شيء يهم».
فدونالد ترامب يتجاهل الدستور، ويجني المال من المتملقين له عبر ترددهم على فنادقه الفخمة، في حين يلوذ الكونجرس بالصمت. وفي الأثناء، اتُّهم ويلبر روس وزير التجارة المعين من قبل الرئيس بسرقة أكثر من 120 مليون دولار في مخططات مختلفة – وهو ما حدا بمجلة «فوربس» إلى القول إنه قد يكون أحد «أكبر المحتالين في التاريخ الأميركي». خبر بالكاد ظهر في عناوين الصحافة.
هذا في حين أفاد موقع «برو-بابليكا» بأن ثلاثياً من أصدقاء ترامب يفتقرون إلى التجربة العسكرية والحكومية يقومون بإدارة وزارة شؤون المحاربين القدامى بشكل سري انطلاقاً من منتجع ترامب «مار-آ- لاغو» في فلوريدا. وفي غضون ذلك، لم يقم "الجمهوريون" بإعداد أي مخططات لعقد جلسات استماع. هذا في حين قال المحامي السابق للرئيس الأميركي إن ترامب أعطاه تعليمات بارتكاب جناية قصد التستر عن خيانة زوجية مفترضة قبل الانتخابات. الصدمة دامت قرابة 48 ساعة.
إن ثقافة الإفلات من الحقيقة ليست نتيجة مهارة ترامب السياسية بقدر ما هي نتيجة حكم حزب واحد. ذلك أن أغلبية الناخبين يرغبون في كبح جماح هذه الإدارة، ولكن الحزب "الجمهوري" لا يكترث؛ إنه مدين ومرتهن لأقلية تجد متعة في شعور مواطنيها بالعجز.
غير أنه إذا تمكن «الديمقراطيون» من الفوز والسيطرة على مجلس النواب في انتخابات نوفمبر النصفية المقبلة – والذين يمنحهم موقع «فايف-ثرتي- إيت» احتمال نحو 70 في المئة للقيام به – فإن ذاك الشعور بالعجز سينتهي. وخلافاً لادعاءات "الجمهوريين"، فإنه لا توجد أي مخططات «ديمقراطية» لإجراءات عزل وشيكة. غير أنه ستكون ثمة بالمقابل استدعاءات قضائية، وجلسات استماع، وتحقيقات. بعبارة أخرى: إن الأشياء التي لم تكن مهمة خلال الـ19 شهر الماضية ستصبح فجأة مهمة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»