عبرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، في كلمتها بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية الذي صادف، أمس الثلاثاء الثامن والعشرين من أغسطس، عن الاعتزاز الكبير بتضحيات المرأة الإماراتية، التي تقدم النموذج في البذل والعطاء والفداء من أجل رفعة وطننا الغالي، وجعل رايته خفاقة في مختلف ميادين الشرف والواجب، فقد أكدت سموها أن: «احتفالنا هذا العام هو احتفال بأم الشهيد وزوجته وأهله وعياله الذين أحسنوا في البذل والعطاء بفقدانهم الأبطال في ساحات الشرف وهم يدافعون عن الحق ورفعة الوطن واستقراره وأمنه، فهذه أم الشهيد تقدم أغلى ما عندها والفخر يملأ قلبها، وهذه زوجته وأبناؤه جميعاً يشاركونها الاعتزاز بالشهيد الذي قدم روحه فداء للوطن، وأنها لن تحيد عن هذا النهج الذي حقق لبلادنا الخير والأمن والأمان».
ستظل تضحيات المرأة الإماراتية، وخاصة أمهات الشهداء وزوجاتهم صفحة مضيئة في ذاكرة الوطن الخالدة، ومصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن، لأنها تجسد المعدن الأصيل للمرأة الإماراتية التي غرست في أبنائها منذ البداية قيم التضحية والفداء وبذل كل غالٍ ونفيس من أجل رفعة هذا الوطن، وإعلاء مبادئه ورفع راياته في مختلف الميادين، حتى لو كان ثمن ذلك أرواحهم الطاهرة، فأمهات الشهداء اللاتي قدمن فلذات أكبادهن استجابة لنداء الوطن هن بحق القدوة الحقيقية والنماذج المضيئة في مسيرة وطننا الغالي، التي نتعلم منها كيف يكون الانتماء للوطن والتضحية من أجله هي أنبل الغايات والمقاصد، أما زوجات الشهداء فهن أمثلة حقيقية للبطولة، لأنهن أخذن على عاتقهن تربية أبنائهن على معنى التضحية في سبيل الوطن، وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتفاني في نفوسهم، كي يظل هذا الوطن آمناً مستقراً مزدهراً. ولعل ما يبعث على الاعتزاز بتضحيات أمهات وزوجات الشهداء، هي تلك الروح الوطنية الطاغية التي يعبرن عنها في مختلف المناسبات، وتلك القيم النبيلة التي يحرصن على غرسها في نفوس أبنائهن، أبطال المستقبل، فلم يجزعن لفقدان الشهداء الأبرار، وإنما اعتبرن أرواحهم الطاهرة أثمن هدية يمكن أن تقدم لهذا الوطن الذي لم يبخل على أبنائه في أي وقت بأي شيء.
إذا كان الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية مناسبة للفخر بما حققته من إنجازات في مختلف مجالات العمل الوطني، فإنه كذلك فرصة لتقدير تضحياتها وعطاءاتها المتواصلة من أجل الوطن والعمل على رفعته في مختلف المجالات، ولعل الدعم والرعاية الكاملين اللذين تقدمهما القيادة الرشيدة لأمهات الشهداء وأزواجهن وأبنائهن إنما يجسدان بوضوح هذا التقدير، ويؤكدان أن الإمارات ستظل وفية لهن جميعاً، لأنهن يقدمن أروع الأمثلة في الوفاء والانتماء والولاء، ولهذا تتعدد المبادرات التي تستهدف تكريم الشهداء وأسرهم بوجه عام، كمبادرة يوم الشهيد في الثلاثين من نوفمبر من كل عام، والتي جاءت تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، وإنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن، ومتابعة احتياجاتهم وتأمين كل أوجه الرعاية والاهتمام لهم. في الوقت ذاته، فإن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لا تألو جهداً في تقديم أي دعم ومساندة ورعاية لأمهات الشهداء، وأسرهم جميعاً، لأنها تعتبرهن النماذج الحقيقية للأم الإماراتية والقدوة والمثال لجميع الأمهات، ويستحققن كل تكريم وتقدير على هذا الصبر والعطاء اللامحدود والتفاني في خدمة الإمارات والتضحية من أجلها. هذا فضلاً عن المبادرات الشعبية العديدة التي تعبر عن تضامن أفراد المجتمع مع أسر الشهداء وذويهم، والتي تجسد في مجملها مدى التلاحم والتضامن بين أبناء الوطن، كما تؤكد قوة التلاحم الوطني والتماسك المجتمعي، اللذين يعتبران من أهم روافد الولاء والانتماء لوطننا الغالي.
إن التضحيات التي أظهرتها المرأة الإماراتية في العديد من المجالات هي تأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه في بناء هذا المجتمع، وفي ترسيخ منظومة القيم الإيجابية التي تضمن تلاحمه وتماسكه في مواجهة أي تحديات، ولهذا فإنها تحظى بكل احترام وتقدير وثقة من القيادة الرشيدة وأبناء الوطن جميعاً.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية