يشكّل الفضاء مجال تنافس منذ عقود. وأستطيع شخصياً أن أؤكد ذلك لأنه عندما كنت قائداً للمحطة الفضائية الدولية في 2015، كنا مضطرين للإبحار بسفينتنا الفضائية بحذر لتجنب الحطام الذي تركته تجربةٌ صينية لصاروخ مضاد للأقمار الاصطناعية في 2007. ولكن التهديد لن يزداد إلا سوءا. ولهذا، يجب على الولايات المتحدة أن تبادر بتأمين قدرتها على العمل والدفاع عن نفسها في الفضاء. ولهذا أيضاً، يتعين على الكونجرس اعتماد القوة الفضائية الأميركية كفرع سادس مستقل من القوات المسلحة الأميركية.
والواقع أنه لا يمكن أن نبالغ في التشديد على أهمية الفضاء في عملياتنا العسكرية وحياتنا المدنية. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة هي زعيمة العالم في الفضاء، إلا أن الصين وروسيا أكدتا أنهما غير مستعدتين لقبول ذلك كوضع قائم. ولدى هذين البلدين الآن القدرة على الوصول لأسلحة تهدد ممتلكاتنا في الفضاء، إما عبر تدميرها في المدار أو عبر شل السيطرة الأرضية على المركبات الفضائية عبر الهجمات السيبرانية أو التشويش.
والواقع أنه منذ إعلان إدارة ترامب مؤخراً عن مخططات لإنشاء قوة فضائية، صدرت بعض الانتقادات التي تنم عن سوء فهم بشأن ما سيكون عليه شكل هذه القوة ومهمتها. وبالطبع، فإن هذه القوة لن تكون عبارة عن مجموعة من جنود «حروب النجوم» التي تخوض معارك في فضائنا الخارجي. كما أننا لا نستطيع تسميتها «عسكرة الفضاء» - التي حدثت في الخمسينيات عندما أطلق الاتحاد السوفييتي «سبوتنيك» وأطلقت البحرية الأميركية «فانغارد». غير أن القوة الفضائية يمكنها أن تعالج مشاكل وعيوباً جدية بخصوص التنظيم الفعال لجيشنا. ومثلما أوضحت الإدارة الحالية هذا الشهر، فإن الخطوات الأولى نحو إنشاء قوة فضاء تشمل إنشاء «قيادة فضائية»، أي «قوة للعمليات الفضائية» تقوم بالتجنيد من صفوف أعضاء الجيش الحاليين بشكل أساسي، و«وكالة التنمية الفضائية» تكون مكلفة بالحصول على معدات الفضاء.
القرن الحادي والعشرين سيطرح تحديات مستمرة للولايات المتحدة، ويجب أن ندرك أن مكانتنا كزعيم للعالم ليست قدراً أو أمراً حتمياً. وقد آن الأوان لإظهار الزعامة والرؤية عبر ملاءمة جيشنا مع الواقع، واقع أن الفضاء يمثّل مجالاً أساسياً وفريداً للحرب الحديثة.
 
تيري فرتس
عقيد متقاعد في القوات الجوية الأميركية وقائد سابق للمحطة الفضائية الدولية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»