تـولي دولة الإمارات العربية المتحدة التعليم اهتماماً كبيراً، وهناك حرص منذ نشأة الدولة على تطوير هذا القطاع الحيوي باستمرار، وقد حققت الإمارات بالفعل تطوراً لافتاً في قطاع التعليم، على نحو جعل من هذا القطاع أحد أهم أركان النهضة وأهم أسس التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها الدولة. فمنذ البداية، منح المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التعليم أهمية كبيرة، بل وجعله في صدارة اهتماماته وأولوياته، وذلك إدراكاً منه أن التعليم هو حجر الأساس لبناء الوطن وتحقيق هدف الاتحاد وبناء الإنسان الإماراتي القادر على النهوض بالوطن في مختلف المجالات، وإيماناً منه بأن الاستثمار في الإنسان هو خير استثمار في حاضر الوطن ومستقبله. وقد واصلت قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، النهج السديد ذاته، من خلال ما تتبناه من رؤىً تنويرية وريادية وما تبذله من جهود متواصلة من أجل تطوير قطاع التعليم في الدولة والارتقاء به، على نحو يسهم في تحقيق رؤى الدولة التنموية الطامحة، وفي مقدمتها «رؤية الإمارات 2021»، الهادفة إلى جعل الدولة ضمن الدول المتقدمة في العالم بحلول الذكرى الخمسين لتأسيسها، و«مئوية الإمارات 2071» التي تهدف لأن تصبح الأكثر تطوراً في مختلف المجالات بحلول الذكرى المئة لنشأة الاتحاد.
ومن هنا تحرص الحكومة والأجهزة والجهات المختصة في مجال التعليم على تسخير كل الإمكانات المتاحة، وتوفير كل الظروف الممكنة التي ترتقي بالعملية التعليمية، ومواكبة لكل التطورات التي تحدث في مجال التعليم على مستوى العالم، لتكون منسجمة مع هذه الرؤى. وفي هذا السياق يخوض نحو 26 ألف معلم ومعلمة واختصاصي مختبرات ومصادر تعليمية والقيادات المدرسية تدريباً تخصصياً لمدة أسبوع، تنظمه وزارة التربية والتعليم في مراكز التدريب التابعة لها في مختلف مناطق الدولة؛ وذلك بالتزامن مع انتظام نحو 28 ألف كادر من كوادر الميدان التربوي، يوم أمس الأحد، في دوامهم المدرسي في إمارات الدولة كافة.
وينطوي هذا التدريب التخصصي الذي ينفذه 1375 مدرباً في جميع أنحاء الدولة على أهمية كبيرة، فهو أولاً، يهدف إلى تطوير الكوادر التربوية في الدولة ورفع كفاءتهم، ورفدهم بكل ما يحتاجونه من أدوات تسهم في تحقيق انطلاقة مثلى للعام الدراسي الجديد 2018/2019؛ حيث تهدف الدولة إلى أن يكون كل عام دراسي أفضل مما سبقه؛ وهي تنظر إلى التعليم كقاطرة لتحقيق التطور في مختلف المجالات والقطاعات الأخرى. وثانياً، يمثل التدريب أيضاً فرصة لتهيئة الكوادر التعليمية نفسياً وذهنياً بعد انقطاع عن العملية التعليمية بسبب الإجازة السنوية، وثالثاً، يمثل فرصة مهمة للتواصل بين الكوادر من مختلف المدارس والمناطق وتبادل الخبرات والتجارب التي تثري خبرات المعلمين وقدراتهم، ما ينعكس من دون شك على العملية التعليمية.
بالإضافة إلى هذا التدريب تواصل الوزارة والمجالس والهيئات المعنية بالتربية والتعليم اتخاذ خطوات تطويرية استعداداً للعام الدراسي الجديد، تصبّ جميعها في العملية التعليمية، وتركز على الطالب والمعلم والبيئة المدرسية المحفزة، سواء ما يتعلق منها بتعيين خبرات جديدة، أو تطوير المواد الدراسية والمناهج، أو تعزيز استخدامات التكنولوجيا في العملية التعليمية وتطوير البيئة التعليمية الذكية في مختلف مدارس الدولة.
وما تحقق في مجال التعليم في الإمارات شيء لافت للنظر جداً؛ ولا شك في أن الاهتمام الذي توليه القيادة لهذا المجال والمتابعة المباشرة يؤكد أن الدولة تسير على الطريق الصحيح، وهي في الوقت نفسه مصممة على أن تكون رائدة في هذا المجال كما في المجالات الأخرى، ليس على مستوى المنطقة فقط، ولكن على المستوى العالمي أيضاً.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية