لم تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ أن تأسست في عام 1971، عن ترك بصماتها في المساعدات الإنسانية في كل مكان على هذه الأرض، حاملة راية التضامن والبذل والعطاء في ضميرها ووجدانها، لتكون الشيمة التي تربى عليها أبناء الإمارات وتعمل على تحقيقها المؤسسات الوطنية، التي أخذت عهداً على نفسها بأن تلبّي ما أمر به المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الوقوف صفّاً بصفّ مع المنكوبين والمتضررين كافة في كل مكان، بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم أو أعراقهم أو لغتهم.
لقد جاء اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي صادف الـ 19 من أغسطس الجاري، ليؤكد مسيرة دولة الإمارات التي لا تتوقف في هذا المجال؛ فتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وصلت إلى مطار الخرطوم الدولي مؤخراً، طائرة إغاثة إماراتية تحمل على متنها 30 طناً من المساعدات الإغاثية لمتضرري السيول والفيضانات في السودان، فضلاً عن وفد تابع للمؤسسة للإشراف على تنفيذ برنامج إغاثة للمتأثرين من الأسر المتضررة من السيول التي اجتاحت العاصمة الخرطوم وأجزاء متفرقة من البلاد.
كما جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مع ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، حول تداعيات الفيضانات العارمة في ولاية كيرلا، والجهود المبذولة لتقديم المساعدات لأهالي الولاية، تأكيداً على وقوف دولة الإمارات مع الهند في هذه المحنة الإنسانية، في ظل ارتباط البلدين الصديقَين بعلاقات تاريخية وطيدة ومتميزة، وبما يجسد العلاقات الأصيلة والخاصة التي تربطهما، حكومة وشعباً.
ولطالما حثّت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة على متابعة المنكوبين والمتضررين من الكوارث الطبيعية، حيث قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية: «إن الإمارات آلت على نفسها الوقوف إلى جانب المحتاجين والمتضررين لتخفيف المعاناة الإنسانية وتحسين الأوضاع الراهنة وتوفير ظروف حياة أفضل لهم، والتصدي لتداعيات الظروف الاستثنائية الناجمة عن تلك الأحداث، وذلك من خلال تبنّي المبادرات الإنسانية والتنموية التي تُحدِث فرقاً في مستوى الخدمات الضرورية التي يحتاجون إليها»، مطمئناً سموه على آخر المبادرات التي يجري تنفيذها لمصلحة المتأثرين من الفيضانات التي تعرضت لها ولايات شرق السودان، وعلى أوضاع الفريق الإغاثي الموجود في محافظة لومبوك الإندونيسية التي تعرضت لسلسلة من الزلازل تسببت في مقتل المئات من الأشخاص وتشريد الآلاف وتدمير الكثير من المنازل والممتلكات، وسبل توفير الاحتياجات العاجلة للسكان من مواد الإغاثة من الاحتياجات كافة.
لقد دأبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، على تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والغذائية الفورية لتلبية احتياجات المتضررين في كل مكان، بما يسهم في التخفيف من وطأة معاناتهم، عبر تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية، تتلمس احتياجاتهم، وتسهم في تأهيل وصيانة المرافق الحيوية في القطاعات التي تتوقف عن العمل، ما يؤكد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة، على أن تكون على أهبة الاستعداد الدائم في تقديم العون والمساعدة لكل المتضررين، رافعة راية البشرية فوق أي اعتبار، مقدمة الدعم وأشكال المساعدات كافة، حتى أصبحت النموذج الملهم لكل معاني الخير والتكاتف مع المنكوبين في مناطق الكوارث والأزمات، ما أوصلها لأن تتبوأ مركز الصدارة عالمياً، ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات الخارجية، في عام 2017، وفقاً لبيانات لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من دولة الإمارات خلال العام الماضي 19.32 مليار درهم، بمعدل نمو بلغ 18.1% مقارنة بعام 2016.

 *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.