تدفق التوقعات الخاصة بانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل يثلج صدور «الديمقراطيين» القلقين بشكل غير مسوغ بشأن العثور على وسيلة يفوز بها حزبهم في الانتخابات. فإذا كان للمرء أن يصدق التكهنات، فمن شبه المؤكد أن يحصل «الديمقراطيون» على الأغلبية في مجلس النواب. فقد رصدت صحيفة «واشنطن بوست» التصنيفات التي وضعتها نشرة «Cook Political Report» (تقرير كوك السياسي) الإخبارية لتحليل الانتخابات وموقعا «Larry Sabato's Crystal Ball»(لاري ساباتوز كريستال بول) و«FiveThirtyEight»(فايفثيرتيإيت) على الإنترنت لاستطلاعات الرأي في الانتخابات. وتلخص الصحيفة التصنيفات في التالي: «أكثر من 300 من 435 مقعداً محسومة الأمر في كل أنظمة التصنيف الثلاث، وهناك 83 مقعداً عليها تنافس بدرجة ما في كل أنظمة التصنيفات الثلاث، رغم أن درجة الاحتمال قد تختلف من تساوى فرص الفوز والخسارة إلى الميل إلى الفوز أو ترجيح الفوز. وهناك 48 مقعدا آخرين تعتبر محل تنافس لكن من تصنيف واحد وليس في التصنيفين الآخرين».
واتساع نطاق الخسائر المحتملة يثير الذهول. فإذا سيطر «الديمقراطيون» بالفعل على مجلس النواب، فإنهم سيفوزون على الأرجح «على امتداد كل أقاليم البلاد»، بحسب توقعات «ناثانيل سيلفر» لموقع «FiveThirtyEight». ولا يوجد حقاً إقليم مضمون ل«الجمهوريين» ولا حتى في عمق الجنوب. ففي الجنوب يواجهون ضغوطاً بسبب التغير في التركيبة السكانية في ولايات مثل جورجيا وفيرجينيا وهذه الضغوط تتزايد في تكساس. و«الجمهوريون» المعرضون للهزيمة ينتشرون في الريف والحضر وفي الضواحي. وهناك ائتلاف منتشر جغرافياً من الشباب من بينهم يضم طائفة كبيرة من النساء ومن الحاصلين على تعليم جامعي ومن غير البيض، قد ينقل رسالة عاصفة إلى الحزب «الجمهوري» مفادها: لا... هناك الكثير مما يهمنا! ردا على قول الحزب أن لا شيء يهم.
والخبراء الكسالى الذين يدعون أن ترامب لم يدفع مقابلا لاعتدائه على الديمقراطية وإخفاق سياسته يتجاهلون الضرر الذي ألحقه الرئيس بنفسه وحزبه. ترامب يقف الآن على شفا الوقوع في خسائر تاريخية. ورفض الحزب «الجمهوري» قد لا يقتصر على مجلس النواب. فعلاوة على هذا يفلت مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه «الجمهوريون» من أيدي الحزب «الجمهوري». فهناك ثلاث مقاعد في تينيسي ونيفادا وأريزونا تتساوى فرص الفوز والخسارة فيها بين الحزبين.
* كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»