تلعب الشرطة في دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في توطيد الاستقرار والأمن، فضلاً عن دورها في ضبط النظام وخدمة المجتمع، بالسهر على خدمته، وانخراطها في العديد من حملات التوعية التي تهدف إلى إطْلاعه على كل ما يخدم أمنه في حياته اليومية، وبناء على ذلك أخذت العلاقة بين الشرطة وأفراد المجتمع طابعاً خاصاً، ميزته الانسجام والتكامل والاحترام المتبادل، وهو ما يعكس مستوى الوعي الكبير الذي بات يمتلكه المواطنون حول أهمية الشرطة والإيمان بدورها.
ولعل أبرز دليل على محورية الشرطة الإماراتية في حياتنا اليوم، حرصها الشديد على مواكبة مسيرة التنمية بالدولة، وذلك من خلال مواكبتها كل الأحداث التي تعيشها الدولة، حيث تشرع دائماً في تبني المبادرات الرائدة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وبتلك الجهود تمكنت شرطة الإمارات اليوم من تجاوز دورها التقليدي في مجرد ضبط الأمن، إلى أدوار أخرى تدخل في صميم إسعاد المواطن، بالتفاعل مع احتياجاته وتقديم أفضل الحلول لمشكلاته، وتوعيته بالمسائل التي تعمق لديه مستوى الوعي المدني، في ظل مرحلة زمنية تتطلب المزيد من اليقظة والقدرة على التفاعل الإيجابي والاستجابة للتطور التكنولوجي، بل التأقلم مع الذكاء الاصطناعي.
ويبرز دور الشرطة أكثر في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية، حيث تتطلب منها تلك المناسبات، بذل جهود مضاعفة لمواكبة احتياج الناس إلى الأمن والتوجيه والتنظيم.
ففي هذا السياق بالتحديد، تأتي أهمية تأكيد الشرطة في مختلف إمارات الدولة لاستقبال عيد الأضحى المبارك بكامل جاهزيتها لمواكبة الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك، حيث عبر اللواء الخبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي، لشؤون البحث الجنائي عن جاهزية قطاع البحث الجنائي لاستقبال عيد الأضحى المبارك، مبيناً أن رجال التحريات والمباحث الجنائية، موجودون على مدار الساعة من أجل توفير أقصى درجات الأمن والسلامة لأفراد الجمهور، لافتاً النظر إلى أن هناك دوريات أمنية عسكرية ومدنية، سيتمّ تسييرها على كل مناطق إمارة دبي خلال عطلة العيد.
ويأتي التزام شرطة دبي بمواكبة إجراءات السلامة في وقت وصلت فيه شرطة دبي إلى مستوى عالٍ من التميز في الأداء والجاهزية لأي نوع من أنواع التحكيم الخارجي في مجال التميز وغيره، مجسدة بذلك رؤية القيادة الرشيدة في وصول شرطة الإمارات إلى أعلى مستويات التنافسية العالمية في مختلف المجالات وخاصة الأمنية منها.
لقد تمكنت الشرطة في الإمارات خلال السنوات الأخيرة من الحصول على إشادة وتقدير العديد من المؤسسات الدولية، نظراً إلى مستوى الأمن الذي تعيشه الإمارات، وهو مستوى لم تكن لتصل إليه لولا نجاحها في لعب دورها على أكمل وجه.
فلقد استطاعت الشرطة الإماراتية بالاعتماد على جهودها الخاصة، أن تقلل من مستوى الجريمة داخل الدولة، سواء تعلق الأمر برفع مستوى التوقعات أو إحباط الجريمة أو تفكيك العصابات المتورطة. كما باتت تمتلك من الأدوات التكنولوجية والخبرات البشرية ما يجعلها قادرة على تنفيذ عملياتها في وقت قياسي.
أما الدور الاجتماعي والإنساني لشرطة الإمارات، فهو نابع من السياق الاجتماعي والتاريخي الذي رسم مسيرتها، كمؤسسة خدمية وضع لبنتها الأولى، رمز الإنسانية، الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولذا فإنه عندما يعطف رجل الشرطة على مسن، أو يداعب طفلاً صغيراً، أو يمسك بيد آخر لمساعدته على عبور الشارع، أو يقوم بعيادة مريض، أو يقدم باقات من الزهور والهدايا للسائقين، أو يتعامل بسلوك راقٍ مع المخالفين، فإنه يجسد بذلك سلوك شعب الإمارات الذي تربى على قيم الشيخ زايد، رحمه الله تعالى. وهي قيم يشكل التحلي بها هدفاً ثابتاً لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومتها وشعبها ومختلف مؤسساتها الوطنية.

*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.