لا جدال في أن فرص «الديمقراطيين» في أن ينتزعوا السيطرة في مجلس النواب أفضل من فرصهم في مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي. لكن التركيز على هذا يخلق أحياناً انطباعاً بأن السيطرة على مجلس النواب ليست إلا حلماً بعيد المنال وقضية خاسرة وغير معقولة. صحيح أن تحقيق هذا صعب، لأن هناك عدداً من «الديمقراطيين» أكبر بكثير من «الجمهوريين» في مجلس الشيوخ، الذين سيخوضون الانتخابات وبالتالي يدافعون عن مقاعدهم وكثيرون منهم يقومون بهذا في ولايات فاز بها دونالد ترامب بسهولة.
وأنا لا أراهن على سيطرة «الديمقراطيين» على مجلس الشيوخ، لكني لن أتخلى عن هذه الاحتمال. وهناك أساس منطقي للتعلق بالأمل، بدءاً من المناخ السياسي العام وانتهاء بمعدلات التأييد لترامب التي لم تتجاوز قط 45%. كما أشارت استطلاعات للرأي في الآونة الأخيرة أنه في السباق على الكونجرس يفضل الناخبون المرشح «الديمقراطي» بصفة عامة على «الجمهوري» بنسبة تتراوح بين 6% و10%. والسجل التاريخي لانتخابات التجديد النصفي في صالح «الديمقراطيين».
وفي السباقات المحورية في مجلس الشيوخ، لم يواجه «الديمقراطيون» الذين يشغلون مقاعد بالفعل والمرشحون «الديمقراطيون» المفضلون تحديات صعبة في الانتخابات التمهيدية ولذا لم يتضرروا في بداية الأمر ولم يضطروا إلى إنفاق موارد مالية كبيرة في وقت مبكر ولم يتم الدفع بهم إلى مناطق في الطيف السياسي قد تمثل لهم مشكلات في الانتخابات العامة. والحزب يحتاج إلى إضافة مقعدين. ولديه أكثر من ولايتين يمكنه أن يحقق مسعاه فيها. فالمرشحة «جاكي روزن» في ولاية نيفادا استطاعت زعزعة مركز المرشح «الجمهوري» دين هيلر الذي يشغل المقعد. و«كريستين سينما» في ولاية أريزونا و«فيل بريديسن» في ولاية تينيسي أصبحا منافسين قويين على مقاعد تركها «جمهوريون» مناهضون لترامب وهما جيف فليك في أريزونا وبوب كوركر في تينيسي.
وأفلح «الديمقراطيون» حين وافق بريديسن على خوض السباق لأنه حاكم لولاية تينسي لفترتين، ويتمتع بقبول لدى أنصار الحزبين. ونتائجه في استطلاعات الرأي جيدة، ويحسن إدارة حملته الانتخابية. ففي أحد إعلانات الحملة أكد على أنه يوافق على قرارات ترامب إذا كانت تفيد سكان الولاية. وهذا يؤكد على نهج استراتيجي للمواءمة يتبعه مرشحون «ديمقراطيون» آخرون لمجلس الشيوخ في ولايات مؤيدة لترامب.
والزعماء «الديمقراطيون» عززوا جهودهم الرقمية، ضمن تعديلات ذكية أخرى، بهدف جذب الناخبين الشباب الذين تكون مشاركتهم عادة ًهزيلة لكن استياءهم من ترامب قوي. ومشكلة الحزب الكبيرة تتمثل في أن عشرة من شاغلي المقاعد ينافسون في ولايات صوتت لترامب. والحزب لا يتحمل خسارة مقعد أو اثنين. والمقاعد الأربعة في ولايات الغرب الأوسط الأميركي التي هيمن فيها ترامب بهامش أقل من 10% وهي ولايات ميشيجان وبنسلفانيا ويسكونسن وأوهايو تبدو مضمونة حتى الآن في غمرة علامات على الاستياء من ترامب في هذه المنطقة.
وولايات نورث داكوتا ومونتانا وانديانا وميسوري وويست فيرجينيا جميعها أيدت ترامب بفارق أكثر من عشرة في المئة. لكن لا يوجد في أي منها منافس «جمهوري» أثبت قوته بشكل خاص. وفي مونتانا وويست فيرجينيا يبدو فيها «الديمقراطيون» الذين يشغلون المقاعد أقوى مع تقدم الوقت.
وفلوريدا التي تفوق فيها ترامب على هيلاري كلينتون ستكون المعركة صاخبة وصعبة. وهناك ينافس المرشح «الديمقراطي» بيل نيلسون أمام حاكم الولاية «الجمهوري» ريك سكوت المستعد لضخ ملايين الدولارات في السباق. لكن المانح الديمقراطي الكبير توم ستاير و«الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» يعملون في مبادرات قد تعزز فرص المشاركة الديمقراطية هناك. وحقق سكوت فوزه لمنصب الحاكم في المرتين بهامش ضئيل وفي سنوات للانتخابات التجديد النصفي في عامي 2010 و2014 حين كان «الجمهوريون» في حالة انتعاش وهم خلاف ذلك الآن. وبعض «الجمهوريين» يعتقدون انهم يستطيعون انتزاع المقعد الذي يشغله «الديمقراطي» روبرت مينينديز عن نيوجيرسي بعد تورطه في فضائح أخلاقية مهينة. لكن الزعماء «الديمقراطيون» ليسوا قلقين واستطلاعات الرأي تؤيدهم.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»