أفادت التقارير الإخبارية بأن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعرض يوم السبت الماضي لمحاولة اغتيال فاشلة باستخدام طائرة من دون طيار «درون» محملة بالمتفجرات. ورغم أنه لم تكن هناك خسائر في الأرواح، لكننا أصبحنا الآن في عصر جديد وخطير انتشر فيه الإرهاب الذي ترعاه جهات غير حكومية، ولا يوجد أحد متأهب لمواجهته بصورة ملائمة. وفي العاصمة الفنزويلية كاراكاس، أكد مسؤولون حكوميون انفجار طائرة من دون طيار مفخخة فوق الحشود الجماهرية أثناء عرض عسكري مذاع على التلفزيون الوطني. وأصيب عدد من الأشخاص، إلا أن الرئيس وزوجته سيليا فلورز، لم يصابا بأذى. ونحى مادورو باللائمة على خصومه السياسيين.
وخطورة مثل هذه الحادثة أنها من الممكن أن تشجع جماعات أخرى وأفراداً ناقمين لديهم قدرات تكنولوجية على استخدام الطائرات في ارتكاب أعمال عنف سياسية. وتكمن الخطورة الأكبر في أن الطائرات من دون طيار تمثل تهديداً جديداً على الطيران المدني، ولابد من تنسيق الجهود لمواجهة مثل هذا التهديد قبل أن يتسبب في خسارة الأرواح.
والطائرات من دون طيار المسلحة لديها ميزة تكتيكية؛ إذ أن بمقدورها الطيران على ارتفاع منخفض بحيث لا يمكن للتكنولوجيا الحالية اكتشافها. وحتى لو لم تحمل سوى كمية ضئيلة من المتفجرات، فيمكن أن تتسبب في إسقاط طائرة مدنية. لذا، فإن الطائرات التجارية معرضة للخطر أثناء الإقلاع والهبوط، حيث يكون هناك زمن محدود يمكن فيه لأطقم الطائرات مواجهة حوادث غير متوقعة، لاسيما العدائية.
ويمكن للطائرات من دون طيار المسلحة، والتي تزن أقل من وزن شخص بالغ، أن تحمل بضعة كيلوجرامات من المتفجرات وتسير بسرعة تصل إلى مئة ميل في الساعة في نطاق 400 ميل (وهي المسافة بين واشنطن وبوسطن). ويمكن برمجة مثل هذه الروبوتات الطائرة للمناورة في الفضاء وإحداث دمار من دون توجيه بشري. وستكون حماية رؤساء الدول من الهجمات بطائرات من دون طيار أكثر تعقيداً، وهو ما سيدفعهم إلى تغيير جداول أعمالهم وأماكن ظهورهم العلني، خصوصاً أن الطائرات من دون طيار المبرمجة لا يمكنها فحسب الظهور فجأة من أي اتجاه، لكن يمكن أيضاً استخدامها من قبل أي شخص يستطيع شرائها.
*مدير سابق لمكافحة الإرهاب لدى (سي آي إيه)
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»