يفيد تقرير الوظائف الجديد الذي يصدر عن «مكتب إحصائيات العمالة» الأميركي أن نسبة الوظائف مقارنة مع السكان الذين في السن الأمثل للعمل، والتي تُعد أوضح مؤشرات سوق العمل، ارتفعت إلى مستوى قياسي جديد خلال فترة ما بعد الركود هو 79.5 في المئة في الولايات المتحدة في شهر يوليو الأخير. وهذا يعني أنه من بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً، الذين ليسوا من القوات المسلحة أو مسجونين وراء القضبان، هناك 79.5 في المئة لديهم وظائف. وما يميز هذا المؤشر مقارنة مع معدل البطالة مثلا (الذي بلغ 3.9 في المئة في يوليو) هو أنه يشمل الأشخاص الذين لا يبحثون عن وظائف.
وعلى أي حال، فإن نسبة 79.5 في المئة تمثل تحسناً كبيراً مقارنة مع السنوات الأخيرة؛ غير أنها لم تحطم أي أرقام قياسية. كما أن نسبة الوظائف مقارنة مع عدد السكان، التي كانت من بين أعلى النسب في العالم في أواخر التسعينيات وأوائل الألفينيات ولكنها تراجعت نسبياً بعد ذلك، ما زالت متأخرة عن النسب المسجلة في بلدان متقدمة أخرى.
وقد يكون من السهل فهم ما يجري مع العمل في الولايات المتحدة إذا قسّمنا الأشياء بين الرجال والنساء. فبالنسبة للنساء اللاتي في سن العمل الأمثل، عادت نسبة الوظائف مقارنة مع السكان إلى مستواها الأعلى المسجل في الدورة الاقتصادية السابقة، وهي على بعد نقطتين مئويتين من مستواها الأعلى على الإطلاق الذي سجل في مارس 2000.
أما بالنسبة للرجال الأميركيين الذين في السنوات المثلى للعمل، فإن نسبة الوظائف مقارنة مع السكان ما زالت دون مستواها الأعلى المسجل في الدورة الاقتصادية السابقة بنقطتين مئويتين تقريباً، ودون مستواها الأعلى على الإطلاق المسجل في 1953 بقرابة 10 نقاط. ومن المفيد الإشارة إلى أنه حتى مع انخفاض معدل البطالة إلى مستويات شوهدت آخر مرة في الستينيات، فإنه ما زال ثمة الكثير من الرجال من دون وظائف (8.6 مليون في المجموع، وفق «مكتب إحصائيات العمالة) والذين يمكن إعادتهم إلى العمل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»