تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول بمواصلة فرض رسوم جمركية كجزء محوري من أجندته الاقتصادية. وفي سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قبيل انطلاق تجمع لإحدى الحملات الانتخابية، أكد ترامب أنه كان يستخدم الرسوم الجمركية، ويهدد باستخدامها، من أجل حمل الدول الأخرى على إعادة التفاوض على اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة. وإذا ما رفضت، مثلما فعلت الصين، فأشار ترامب إلى أنه سيستخدم هذه الرسوم لمعاقبتها.
وجاءت التغريدات بعد يوم واحد على تعهد الصين بفرض رسوم جمركية على صادرات أميركية بقيمة 60 مليار دولار كرد على الرسوم الكبيرة التي يدرس ترامب فرضها على صادرات صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وعقب أسابيع من المفاوضات غير المكتملة بين البلدين، توقفت المحادثات، وانحدر كل من البيت الأبيض وبكين إلى تصعيد سريع للتهديدات التجارية، التي توقع الخبراء أنها من الممكن أن تضر باقتصاد كلا البلدين. ولا يظهر أي الجانبين أية دلالة على التراجع!
وأكد كبار المستشارين الاقتصاديين لترامب، وخصوصاً مدير مجلس الاقتصاد القومي في البيت الأبيض «لاري كودلو» ووزير الخزانة «ستيفن منيوتشين»، أن الهدف المنشود للبيت الأبيض هو التخلص من الرسوم الجمركية والقيود التجارية بطريقة تحقق «تجارة حرة وعادلة»، غير أن رسالة ترامب عشية يوم السبت كانت رسالة حمائية وقيود اقتصادية، وليست دعوة لفتح الأسواق. بل إنه أكد أن هذا النهج حقق عوائد هائلة، وأنعش قطاع الحديد الأميركي وأعاد وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة.
وألمح ترامب إلى أن استخدامه للرسوم الجمركية أضر مباشرة بالاقتصاد الصيني، وهو ما أكد أنه سيستمر ما لم يوافق الصينيون على مطالبه، التي تشمل السماح بمزيد من الصادرات والاستثمارات الأميركية. لكن كالمعتاد بشأن تغريداته على «تويتر»، فإن بعض مزاعم ترامب لا يمكن إثباتها. فعلى سبيل المثال، ادعى ترامب أن الصين كانت تمول إعلانات لإقناع الأميركيين بوقف أجندته التجارية، لكن ليس ثمة دليل على أن الحكومة الصينية تمول حملات إعلانية في الولايات المتحدة لإقناع السياسيين بأن نهج ترامب خاطئ، وإنما اشتكت الشركات التجارية والمنظمات الزراعية، التي تقوم بأعمال مع الصين، منذ أشهر بشأن استراتيجية ترامب، ولا توجد دلالة على أن الحكومة الصينية تدفع لأية حملة في أميركا.
غير أن استخدام تهديد الرسوم الجمركية للحصول على تنازلات تجارية من شركاء أميركا حول العالم، حقق نجاحاً متفاوتاً، إذ وافق قادة الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات مع البيت الأبيض، وتوصل مسؤولون كوريون جنوبيون من حيث المبدأ إلى اتفاق. لكن المحادثات مع الصين وكندا لا تزال تراوح مكانها حتى الآن!
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»