يبقى الإنسان دائماً وأبداً محور الاهتمام في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فمنذ نشأتها على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكانت هناك جهود متواصلة للارتقاء بمستوى حياة كل أفراد المجتمع وتوفير فرص الحياة الكريمة لكل فئاته دون استثناء؛ ولعل من بين الفئات التي حظيت منذ وقت مبكر بالاهتمام، هي فئة «أصحاب الهمم» التي تلقى اهتماماً ورعاية خاصة في الإمارات وعلى أعلى المستويات؛ وهناك حرص من قبل القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تقديم كل أشكال الدعم والرعاية لهذه الفئة، ليس إدراكاً منها لما تتطلبه هذه الفئة من احتياجات خاصة لدمجها في المجتمع فقط، بل إيماناً منها بالدور المهم والحيوي الذي تستطيع أن تسهم به هذه الفئة في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها دولتنا الحبيبة أيضاً، إذ لا تألو القيادة جهداً في توفير كل ما من شأنه تمكين «أصحاب الهمم»، وتطوير الخدمات المقدمة لهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم على نحو يعزز مساعي دمجهم الكامل في المجتمع. ولتحقيق هذا الهدف تبنت الدولة العديد من السياسات من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، سياسة تمكين أصحاب الهمم التي أطلقتها الحكومة في أبريل 2017، وتضم حزمة من الأهداف في المجال الصحي والتعليمي والتشغيل والبيئة المؤهلة وغيرها، والتي تشارك وتسهم في تحقيقها مجموعة من الجهات الحكومية والمحلية والخاصة نحو مجتمع دامج، خالٍ من الحواجز، ويضمن تعزيز سياسة التمكين والتأهيل، والحياة الكريمة المستقرة والمستقلة لأصحاب الهمم.
وتتواصل الجهود الرسمية والمجتمعية من أجل تحقيق مفهوم المجتمع أو الأمة الشاملة التي يتمتع بها كل الأفراد بكامل الحقوق كما يتمتعون بالفرص نفسها. وتشهد الدولة الكثير من الأنشطة والفعاليات الخاصة بأصحاب الهمم التي تهدف إلى دمجهم في مختلف المجالات؛ وفي هذا الإطار نظمت وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، بالتعاون مع «نادي دبي لأصحاب الهمم»، لقاء مع أصحاب الهمم، وذلك بهدف نشر ثقافة المشاركة السياسية وتعزيز الوعي السياسي ومفهوم المشاركة السياسية بينهم، وذلك ضمن جهودها الرامية إلى نشر ثقافة المشاركة السياسية بين جميع أفراد المجتمع. كما شارك مجلس أصحاب الهمم بشرطة دبي في دعم فعاليات وأنشطة البرنامج الصيفي للنادي، وذلك بتنظيم ورش عمل ومسابقات وأنشطة ترفيهية وبرامج توعية وتثقيف استهدفت أصحاب الهمم، بمختلف إعاقاتهم الحركية والسمعية والبصرية والذهنية. ويتواصل أيضاً النشاط الصيفي لنادي دبي لأصحاب الهمم وسط مزيد من الإقبال ونجاح للفعاليات المتعددة التي تقام تحت شعار «عام زايد»، وستستمر النشاطات حتى 16 أغسطس الجاري. كما يوجد هناك المزيد من الفعاليات الخاصة بأصحاب الهمم.
كل هذا يؤكد مدى الاهتمام الذي يحظى به أصحاب الهمم في الدولة، ويُظهر أيضاً المستوى الذي وصلت إليه هذه الفئة من حيث درجة اندماجها العالي في المجتمع، وفي الوقت نفسه تزايد دورها في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة؛ حيث يبرز أصحاب الهمم في كل المجالات، وهو ما يجعل من الإمارات نموذجاً يحتذى به ليس في المنطقة فحسب، ولكن في العالم أيضاً.
إن المبادرات والأنشطة والفعاليات، وكذلك السياسات والاستراتيجيات التي تم تبنيها ويجري العمل بكل الإمكانات لتنفيذها، تعكس النهج الإنساني والاجتماعي الذي تتبناه الدولة، والقيادة الرشيدة في دعم أصحاب الهمم؛ وهو نهج نجد روافده في قيم الشعب الإماراتي وتقاليده وأعرافه؛ وكذلك في التعاليم التي ورثها من الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أولى ذوي الاحتياجات الخاصة رعاية خاصة، وذلك إيماناً من هذه القيادة الاستثنائية بأن لأصحاب الهمم حقاً في العيش الكريم؛ لذا أصبح العمل على دمجهم في المجتمع بشكل فعال، وتوفير أفضل سبل الرعاية لهم، والقضاء على كل ما يمكن أن يعكر صفو حياتهم، أو أي محاولة تمييز ضدهم، إحدى الأولويات الأساسية لدى الدولة وقيادتها الحكيمة.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.