لنا موعد كل عام في يوم 23 يوليو، نشارك سلطنة عُمان الشقيقة احتفالها بيوم النهضة العُمانية والذي تولى فيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم عام 1970. نحتفل مع أشقائنا في عمان، لأن النهضة سجلت علامات فارقة في مسيرة الاستقرار والتنمية والعطاء، وعززت أواصر راسخة بين العُمانيين وأشقائهم في دول الخليج. إن الإنجازات الاجتماعية للنهضة العُمانية ملموسة، نشاهدها يومياً على طريق مسيرة البناء، وصار مسمى «النهضة» مرتبطاً بتقديم الخير والبركة للفرد والمجتمع العُماني. ويرجع الفضل في كل هذا لاهتمام جلالة السلطان قابوس بالفرد، حيث قال إن الإنسان هو أداة التنمية وصانعها، وهو إلى جانب ذلك، هدفها وغايتها. إن نتيجة أية مقارنة، ستكون دون شك لمصلحة القائمين على تلك النهضة، ولهم أن يفخروا ويسعدوا بذلك. النهضة مرحلة فاصلة في التاريخ العُماني الحديث. فمعها بدأت إقامة الدولة العصرية، وانطلقت التنمية الاقتصادية الشاملة، وفي ظلها أرسيت ممارسة عميقة للشورى والمشاركة والديمقراطية تتميز بالوعي والنضج. عُمان اليوم، بتاريخها الزاهي، هي علامة الانفتاح على العالم، ونموذج مد الجسور بعلاقات وثيقة مع مختلف الدول، من خلال دوائر أساسية للتحرك الدبلوماسي والسياسي، تمثل المجالات الحيوية للعلاقات العُمانية على المستويات الخليجية والعربية والعالمية. تقوم العلاقات العُمانية الإماراتية على ركائز صلبة وأرضية راسخة وخطوات متتابعة لتعميق مجالات التعاون بخطى حثيثة نحو آفاق أرحب، لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات. فعلى امتداد السنوات والعقود الماضية، خطت الحكومتان والشعبان الشقيقان خطوات ملموسة لتعميق وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق بين الدولتين الشقيقتين، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي أو على صعيد العلاقات الثنائية الطيبة والمتنامية في كل المجالات، وهو ما يستند أيضاً إلى دعم قوي ورغبة صادقة وبعد نظر عميق للقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظهما الله. إن ما يجمع البلدين هو جيرة الخير والمصير المشترك، وما يسمهما هو روح الحداثة التي تدرك أن التقدم والأصالة صنوان لا ينفصلان.