يعد «بوريس جونسون» و«ديفيد ديفيز»، أحدث وزيرين مدافعين عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) يغادران الحكومة البريطانية، بمثابة حكاية تحذيرية للساسة المناهضين للمؤسسة في جميع أنحاء أوروبا. فقد تخليا عن تيريزا ماي، ربما لعزلها، وقد يرضي جونسون أخيراً طموحه بالاستيلاء على السلطة، بيد أن فرصه في هذا ضئيلة. وكما في الدراما المأساوية، بدأت الثورات المناهضة للنخبة في أماكن مثل اليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة في اتباع النمط نفسه. والخطوة الأولى هي «الإفراط في الوعود»، كوسيلة لدى الساسة الشعبويين لإقناع الجماهير بأنهم فقط من يستطيع تحقيق ما فشل المعارضون الرئيسيون في تحقيقه. بالنسبة لجونسون وديفيز، شملت تلك التعهدات الفارغة الإبقاء على وسيلة ما تمكن الشركات البريطانية من الوصول إلى السوق الموحدة، مع التمتع بحرية في إبرام صفقات تجارية أخرى وتقييد الهجرة من الاتحاد الأوروبي. وبالطبع، لم تكن بروكسل لتوافق على هذا أبداً. وكذلك أقنع أليكسيس تسيبراس الناخبين اليونانيين بأنه وحده يمكنه الإبقاء على البلاد في العملة الموحدة، فيما يتفاوض على برنامج إنقاذ أكثر مرونة. وفي إيطاليا، أمضت الرابطة الشعبية وحركة «خمس نجوم» سنوات في القول بأن بإمكانهما إجبار الاتحاد الأوروبي على السماح لروما بإدارة عجز موازنة أكبر بكثير مما تسمح به القواعد. لقد تم جلب كل من جونسون وديفيز إلى الحكومة لتطبيق خطة بريكست، لكن كل الهدايا التي قدمها فريق «المغادرة» تبين أنها خيال. إن سياسياً عنيداً مثل «جونسون» لا يمكن استبعاده تماماً، لكن تصعب معرفة كيف سيخرج منتصراً. فوجود بريكست «بلا اتفاق» هو «الخيار النووي» هنا، لكن الضرر الاقتصادي الناتج عن هذا لا يكاد يضاهي «المرتفعات المضاءة بالشمس» التي وعد جونسون الناخبين بها إلى جانب قدرة بريطانيا على «أكل الكعكة والاحتفاظ بها أيضاً». وتعد اليونان قصة مشابهة، حيث لا يزال تسيبراس في الحكومة، لكنه يواجه تحدياً كبيراً للفوز بالانتخابات القادمة بعد فشله في الوفاء بتعهداته. فيرديناندو جيوجليانو: كاتب متخصص في الشؤون الأوروبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست بلومبيرج نيوز سيرفس»