أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث مؤخراً أن «38% يرون أن الهجرة الشرعية إلى الولايات المتحدة يجب أن تظل في مستواها الحالي، بينما قال 32%، إنه يجب زيادتها، وقال 24% إنه يجب خفضها». ومنذ عام 2001، وفقاً للاستطلاعات، «ارتفعت نسبة الأميركيين الذين يفضلون زيادة معدل الهجرة الشرعية إلى الولايات المتحدة، بواقع 22%، بينما تراجعت نسبة هؤلاء الذين يحبذون خفضها بواقع 29%». تلك أخبار سيئة بالنسبة للمناهضين للهجرة، والذين أوضحوا أن هدفهم لا يقتصر على جمع وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، بل أيضاً خفض عدد المهاجرين الشرعيين بشكل كبير. وهذا هو هدف قانون إصلاح نظام الهجرة الأميركية من أجل اقتصاد قوي، برعاية عضوي مجلس الشيوخ «توم كوتون» (جمهوري) و«ديفيد بيردو» (جمهوري)، والذي روّج له الرئيس ترامب. وأصبح الديمقراطيون أكثر حماساً بشأن الهجرة الشرعية، وكذلك الحال مع الجمهوريين، وإن بشكل أقل. «إن حصة الديمقراطيين الذين يميلون للحزب الديمقراطي ممن يرون أن الهجرة الشرعية إلى الولايات المتحدة يجب زيادتها قد تضاعفت منذ عام 2006 من 20 إلى 40%.. أما حصة الجمهوريين ممن يرون وجوب خفض نسبة الهجرة الشرعية، فتراجعت بواقع 10% منذ عام 2006، من 43 إلى 33%». ورغم ذلك، فإن 33% من الجمهوريين مقابل 16% من الديمقراطيين يفضلون تقليص الهجرة الشرعية. هذا أمر رائع، نظراً للجهل المذهل حيال العدد النسبي من المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين. ومع ذلك، فإن 69% من الأميركيين متعاطفون تجاه المهاجرين الشرعيين، في حين أن «27% من الأميركيين يقولون، إن منح الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي وسيلة للحصول على وضع قانوني، هو بمثابة مكافأة لهم لقيامهم بعمل خاطئ». ورغم تصريحات ترامب، فإن معظم الأميركيين «يعرفون أن المهاجرين الموثقين الذين يعيشون في الولايات المتحدة ليسوا أكثر عرضة لارتكاب جرائم خطيرة من المواطنين الأميركيين (65% قالوا ذلك)، وأن المهاجرين غير الموثقين في الغالب يشغلون وظائف لا يريد الأميركيون القيام بها (81% قالوا ذلك)». ومن المجالات التي تراجع فيها السياسيون المتعصبون والنقاد المتعاطفون مع الهجرة، موضوع استخدام اللغة الإنجليزية. فالأميركيون العاديون لا يحبون سماع كل هذا القدر من اللغة الإسبانية: «يقول معظم الأميركيين، إنهم غالباً (بنسبة 47%) وأحيانا (بنسبة 27%) يتواصلون من مهاجرين يتحدثون الإنجليزية بشكل بسيط أو لا يتحدثونها إطلاقاً. ومن بين هؤلاء، قال 26% منهم إن يزعجهم، بينما قال 73% عكس ذلك. وقد تراجعت نسبة هؤلاء الذين قالوا إنهم يشعرون بالضيق من المهاجرين الذين يتحدثون الإنجليزية قليلا أو لا يتحدثونها إطلاقاً بنحو 12% منذ عام 2006 (من 38 -26%) وبنحو 19% منذ عام 1993 (من 45%)». ونلاحظ أن مؤيدي ترامب في الولايات الحمراء (الجمهورية) يأتون من ولايات بها عدد ضئيل من المهاجرين غير الشرعيين. أي أن قدراً كبيراً من المعارضة القوية للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين يأتي من ولايات ذات كثافة سكانية قليلة ومن ولايات ريفية لا يوجد بها سوى عدد قليل من المهاجرين (مثل كانساس وكارولينا الجنوبية وألاباما). وعلى النقيض من ذلك، ففي الولايات التي بها أعداد هائلة من المهاجرين غير الشرعيين، والذين أصبحوا جزءاً من نسيج المجتمع (مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي وإلينوي)، يكون الموقف تجاه المهاجرين إيجابياً، ويصبح عدد أكبر من الأميركيين قادرين على التفاعل والعمل والعيش مع المهاجرين. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»