ينطوي قرار زيادة المدة القانونية للخدمة الوطنية للمواطنين الذكور من حملة شهادة الثاني عشر «الثانوية العامة» وما فوق لتصبح 16 شهراً بدلاً من 12 شهراً، على مردودات نوعية عديدة، لا تقتصر فقط على تعميق الروح الوطنية لدى أبناء الوطن جميعاً، وتعزيز قيم الولاء والانتماء والتضحية بكل غالٍ ونفيس، من أجل العمل على رفعة الوطن، ورفع رايته في ميادين الشرف والواجب، وإنما أيضاً بالنظر إلى ما تتيحه القوات المسلحة من برامج تدريبية وتأهيلية، تساهم في الارتقاء بمهارات وقدرات المنتسبين إليها من أبناء الوطن. ولقد أشاد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بتفاعل الشباب الإماراتي الإيجابي الكبير مع هذا القرار، معتبراً في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «يجسّد عمق ارتباطهم بقواتهم المسلحة الباسلة، كما يعكس نجاح تجربة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في برامج الخدمة الوطنية، حتى أصبحت جزءاً أصيلاً من بناء الهوية، وصنع شخصية شبابية ملأى بالثقة والطموح». ولا شك في أن ترحيب الشباب والأسر الإماراتية بهذا القرار، إنما يعبر عن أصالة أبناء هذا الشعب الوفي، واعتزازهم وفخرهم بالانتماء إلى القوات المسلحة لأطول فترة ممكنة، فالقوات المسلحة، هي مدرسة الوطنية الصادقة التي تغرس لدى منتسبيها من الشباب، منظومة القيم التي تساعدهم في حياتهم العملية، مثل: الاعتماد على النفس والانضباط والالتزام، كما أنها تعمل على تحصينهم في مواجهة مصادر الخطر التي تواجههم وتستهدف هويتهم، فضلاً عن أنها تعزز شعورهم بالمسؤولية الوطنية، لأن العلم الإماراتي هو الرمز الذي يلتف حوله هؤلاء جميعاً، وهو مصدر العزة والمنعة والتقدم. والحقيقة المؤكدة أيضاً، أنه منذ دخول قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية إلى حيز التنفيذ في شهر أغسطس 2014، كان هناك ترحيب كبير بذلك، بشكل واضح من مختلف فئات المجتمع، بل إن الأسر الإماراتية كافة، شجعت أبناءها على الالتحاق بهذه الخدمة ودفعتهم إليها، وهذا يؤكد أن كل إماراتي يرى أن لوطنه حقاً في رقبته يجب أن يؤديه، سواء بنفسه أو من خلال أبنائه وأحفاده. لقد تجلى طابع الوفاء الذي تميز به الشعب الإماراتي منذ القدم بوضوح في التجاوب مع قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية، لأن الجميع على قناعة بأهمية الانضمام إلى القوات المسلحة، بالنظر إلى دورها المحوري في بناء الشخصية السليمة القادرة على حماية الأوطان وإدراك مفهوم المواطنة الحقيقية، فثقافة الدفاع عن الأوطان لا تعني كسب المهارات القتالية فقط، بل هي مفهوم متكامل قائم على استيعاب قيم المواطنة وإدراك منظومة الحقوق والواجبات المجتمعية، كي يمكن الحديث عن عنصر بشري فاعل في مجتمعه، خاصة في هذه المرحلة التي تحتاج فيها الدولة إلى أبنائها الأقوياء المؤهلين، كي تواصل مسيرتها التنموية الطموحة نحو قمة المجد والتقدم والرقي في المجالات كافة. إن هذا التفاعل الإيجابي من قبل الشباب، ممن أدوا الخدمة الوطنية، وممن يستعدون للالتحاق بها، مع قرار زيادة المدة القانونية للخدمة الوطنية للمواطنين لتصبح 16 شهراً، إنما هو ثمرة ما غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من قيم حب الوطن والتفاني في خدمته، والاستعداد للتضحية بالنفس من أجل الدفاع عنه، وهي القيم التي تعززها وتؤكدها القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويعمق من حضورها في عقول وقلوب الإماراتيين ما يجدونه من عزة وكرامة داخل وطنهم وخارجه، ولهذا فإن دولة الإمارات العربية المتحدة، ستظل قوية بأبنائها المحبين لها، تنعم بالأمن والاستقرار، وتواصل مسيرة التنمية والتطور والبناء، لأنها تمتلك الثروة الحقيقية التي تدفعها قدماً إلى الأمام، وهي الشباب المخلص الذي يؤمن بوطنه، ويلتف حول قيادته الرشيدة، كي تظل الإمارات دائماً وأبداً عنواناً للأمن والاستقرار والتنمية والازدهار. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية