عندما نزل «جونثان موريلو زاباتا» من الطائرة بمطار دوليس في واشنطن، كان يبلغ عشر سنوات ولم يكن يعرف حقيقة ما يجري. لم يكن يعرف أن الزوجين اللذين كانا واقفين مع بناتهما الأربع الشقراوات في المطار، حاملين لوحة كتب عليها «أهلا وسهلا» باللغة الإسبانية سيأخذانه إلى منزل أكبر من أي شيء سبق أن شاهده في بلده الأصلي كولومبيا. ولم يكن يعرف أنه بمجرد وصوله، سيشعر بالأمان لأول مرة في حياته عندما يمشي في الشارع، وأنه في تلك الأسابيع الخمسة سيرى سيارات على الطريق أكثر مما كان يعرف أنه موجود، وأن يقع في غرام قطع الدجاج المقلي. ولم يكن يعرف أنه عندما تنتهي تلك الأسابيع، ستواجه تلك العائلة قراراً سيحدّد مجرى حياته: هل يرغبون في تبنيه؟ «جونثان» واليتامى الآخرون من كولومبيا الذين وصلوا من أجل قضاء الصيف في واشنطن قبل سبع سنوات لم يُقل لهم، بشكل متعمد، السبب الحقيقي لزيارتهم، ألا وهو إمكانية إيجاد أسر تتبناهم. وكانوا يعتقدون، بالمقابل، أن منظمة «كيزسايف» قد اختارتهم من مؤسسات وجمعيات خيرية من أجل المشاركة في برنامج للتبادل الثقافي. ويتذكر جونثان قائلا: «كنت أظن أن الأمر يتعلق بزيارة واحدة: شكراً على القدوم، والآن نعود إلى الواقع»، مضيفاً «كنت أعتقد أنها مقدمة لما ينبغي أن تكون عليه الحياة». لقد استأثر الأطفال المهاجرون باهتمام الأميركيين مؤخراً – ولأسباب وجيهة. ومن الصعب على المرء أن يستمع إلى صراخهم وألا يرغب في فعل شيء ما من أجل مساعدتهم. ولكن علينا ألا ندّعي بأن مشاعر التعاطف تلك موزعة بشكل متساو بالنسبة لكل القاصرين الذين يعبرون حدود الولايات المتحدة. ذلك أن الأطفال الأكبر سناً يواجهون الآن تشككاً أكبر من أي وقت مضى. فمن السهل أن نعتني بطفلة في الخامسة من عمرها تمسك بدمية حيوان – وعلينا أن نفعل. ولكن في هذه اللحظة المفصلية، التي يتعبأ فيها الناس من أجل مساعدة الأطفال الذين وُلدوا خارج حدود الولايات المتحدة، من المهم أن نعترف بما توصلت إليها المنظمة التي جلبت «جونثان» إلى مطار «دوليس» قبل وقت طويل: أن الأطفال المهاجرين الأكبر سناً يحتاجون للاهتمام أيضاً، وربما اهتمام أكثر مما يحتاجه الرضع والأطفال الصغار. تيريزا فارغاس: صحافية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»