توازياً مع اتساع الدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع جيرانها على المستوى الإقليمي، تتسع مهام القوات المسلحة الإماراتية حفاظاً على أمن المنطقة، وتزداد الأعباء التي يتحملها الجندي الإماراتي على عاتقه، لكنه أثبت في كل الظروف شجاعته الفائقة وطاقته الاستثنائية، مستلهماً إقدامه على مواجهة التحديات من مؤازرة القيادة الحكيمة لأبنائها الجنود وقربها منهم. ويحفل الواقع في بلادنا بالكثير من الشواهد والصور المدهشة التي تعبر عن التلاحم بين القيادة وأبناء الشعب، سواء أكانوا جنوداً أم مواطنين عاديين، لأن الجميع في نظر الدولة يؤدون واجباتهم من مواقع مختلفة. لكن التقدير الوطني المستحق لتضحيات جنود الإمارات وأسر الشهداء الأبطال، يحتل الأولوية، ويضع أولئك البواسل في المقدمة، لأن كل فرد من أبطالنا يستحق التكريم. لذا كانت صيغة الحملة العفوية المنفذة منذ أيام على وسائل التواصل الاجتماعي، واضحة في توجيه رسالة وفاء للجندي الإماراتي في ساحات الواجب. وهي رسالة تكريم رمزية هدفت إلى إشعار جنودنا الأبطال بأن الجميع يدرك أهمية تضحياتهم وعظمة المهام الوطنية التي يؤدونها في ساحات الشرف والفداء. نلمس في الإمارات باستمرار تفاعل الوجدان الشعبي باهتمام مع مستجدات الواقع في المناسبات كافة، ومع مختلف التحديات، فنجد الإماراتيين يهبّون دائماً للتعبير عن الحضور الواعي في قلب الأحداث، وفي مقدمتها الذود عن التضحيات، والجهود التي تبذلها القوات المسلحة الإماراتية، دفاعاً عن الوطن، والتزاماً بواجبات الحفاظ على الأمن القومي العربي والخليجي. وعلى خلفية محاولات خفافيش الظلام النيل من أدوار وتضحيات القوات المسلحة الإماراتية في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أطلق مغردون إماراتيون قبل أيام وسماً على شبكة «تويتر»، تضمن محتواه تكريماً عفوياً صادقاً على المستوى الشعبي، حمل الكثير من معاني التلاحم والتآزر والوقوف إلى جانب الجندي الإماراتي في تضحياته وبطولاته. وسجّل المغردون تحت وسم «إلى سيدي الجندي الإماراتي»، رسائل الفخر وعبارات الامتنان والثناء على أبطال قواتنا المسلحة الذين يكتسبون عزيمتهم الفولاذية من وحدة الإرادة الوطنية، ومن دعوات الأمهات والآباء، وحماس الشباب الذي يترجمه الانضمام بفخر إلى دفعات الخدمة الوطنية، إلى جانب اعتزاز كل فرد إماراتي بما يقوم به أبناء القوات المسلحة في إطار الواجب الوطني. لقد قدمت الإمارات العديد من الشهداء الأبطال الذين لبوا نداء الواجب وساهموا في تحقيق انتصارات كبرى خلال المعارك التي خاضوها ضد عملاء إيران الحوثيين، وتحررت بفضل استبسال أبطال الإمارات وشجاعتهم، رقعة جغرافية واسعة من اليمن جنوباً وشرقاً. كما لا ننسى جهود قواتنا المسلحة خلال العقود السابقة ونجاحها في العديد من المهمات الخارجية، لذلك يستحق كل جندي إماراتي التكريم والفخر. وكانت أصداء الحملة التي انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي كبيرة، وكتب كل مغرد رسالة وفاء بمضمون مختلف إلى الجندي الإماراتي، كما اشترك في الثناء على بطولات القوات المسلحة الإماراتية وجنودها بعض قادة المقاومة اليمنية، تعبيراً عن رفضهم لحقد المشككين الذين أدمنوا ترويج الأكاذيب مدفوعة الثمن لإرضاء غرور من اختاروا العقوق والخروج على الإجماع الخليجي، إلى جانب التوتر الذي يصيب خلايا «الإخوان» الإعلامية التي تطلق سهامها المسمومة للتشكيك في الدور الإماراتي. وجاءت شهادات ورسائل التكريم من قبل المغردين تذكيراً بالتاريخ والحاضر المشرف لجنودنا. وعندما تكون قيادة الدولة سباقة في تكريم أبنائها الجنود والوفاء للشهداء الخالدين، يأتي التفاعل الشعبي على خطى القيادة. ولا شك أن الشعور بمخاطر التحديات الراهنة على المستوى الإقليمي، أدى إلى تعزيز الوعي العام، وبالتالي مساندة جهود قواتنا المسلحة الرامية إلى إزالة أشكال الفوضى كافة والمشاريع التخريبية التي تحاول تثبيتها قوى خارجية، كل همها زعزعة الاستقرار عبر أدوات طائفية مسلحة بالجهل والتبعية العمياء لإيران. وتبقى فكرة توجيه رسالة افتراضية إلى الجندي الإماراتي معبّرة عن تكريم على مستوى أبناء الشعب. كما جاءت الالتفاتة الإماراتية العفوية لتحفيز أبنائنا الجنود في جبهات الشرف بعد أيام قليلة على الاحتفال بالذكرى الـ 42 لتوحيد القوات المسلحة، تلك النقلة الاستراتيجية التي نحتفل بها في السادس من مايو كل عام، بما لها من أهمية محورية في تثبيت أركان البيت الإماراتي المتوحد.