هلّ علينا شهر رمضان المبارك ونحن في رحاب عام الخير «عام زايد»، الذي تحيي فيه دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً مبادئ الخير والعطاء التي غرس بذورها القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ذاع صيته في الخير والعطاء، ونجح بفضل رؤيته الحكيمة في أن تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة متميزة على خريطة العمل الخيري والإنساني. وقد سارت القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على نهج زايد الخير والعطاء، وحرصت على ترسيخ تلك المبادئ في نفوس أبنائنا، وتعمل جاهدة على ترسيخ ثقافة التطوع. وفي الشهر الفضيل يعمّ الخير أرجاء المعمورة، وتزخر أركانها بالمبادرات الفردية والجماعية على حد سواء، والتي تبرهن على أن ثقافة الخير والعمل التطوعي والعطاء غدت قيماً متأصلة في نفوس الشعب الإماراتي بمختلف فئاته. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة تنمية المجتمع إطلاق عدد من المبادرات والأنشطة الاجتماعية التطوعية ودعمها وتبنيها خلال الشهر المبارك بمشاركة قيادات وموظفي الوزارة، إضافة إلى حملات توعوية لتعزيز التماسك الأسري واستقرارها وتلاحم المجتمع الإماراتي. وقد أكدت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع أن تلك المبادرات تأتي تنفيذاً لمبادرات عام زايد والاستراتيجية الرامية إلى تنفيذ سياسات وآليات لتحفيز مشاركة موظفي الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في العمل التطوعي، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتطوع. وفي إطار تعزيز المشاركة المجتمعية من مختلف الهيئات والمؤسسات ترسيخاً لثقافة التطوع ومبادئ الخير، شاركت دوريات المرور بمديرية المرور والدوريات بقطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي، ومتطوعون من جمعية الإحسان الخيرية لحملة «رمضان أمان» في توزيع نحو 3500 وجبة يومياً للسائقين عند 10 إشارات ضوئية في أبوظبي والعين. كما شرعت «بيت الخير» مع بداية رمضان في تنفيذ مشروع إفطار صائم، وذلك ضمن حملتها الرمضانية، «وسنزيد المحسنين» لإنفاق 90 مليون درهم في رمضان، خصصتها لدعم الأسر المتعففة وإسعادها، ورصدت منها نحو 5 ملايين درهم لهذا المشروع، حيث انتشرت مفاطر «بيت الخير» الرمضانية في نحو 50 موقعاً وخيمة ومسجداً في دبي والمناطق الشمالية، بهدف إفطار نصف مليون صائم. وتعزيزاً لروح التعاون والتواصل المجتمعي ومد يد العون ومساعدة المحتاجين وتوسيع قنوات الخير وتفعيل مفهوم الشراكة والمسؤولية الجماعية، أطلق قطاع الموارد البشرية بشرطة أبوظبي، مبادرة «عام زايد الخير»، والتي تتيح لمنتسبيها المشاركة في أعمال الخير، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي طيلة شهر رمضان الفضيل. وفي السياق ذاته أعلنت مؤسسة «وطني الإمارات» إطلاق جائزة وطني الإمارات للعمل الإنساني تحت شعار، «هذا ما كان يحبه زايد» والتي تزامن عقدها مع يوم «العمل الإنساني» الإماراتي في التاسع عشر من رمضان ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتهدف الجائزة إلى توثيق 12 بصمة إنسانية في مجالات الثقافة، والوطن، والخير، والإنسانية، والعلم، والمجتمع، والفكر، والأمل، والأمن. وتعكس تلك المبادرات المتواصلة تفاعل الدولة ومؤسساتها مع شهر رمضان المبارك الذي يزخر بمبادرات العطاء السخي، كونه يتسم بشكل خاص بروحانياته المميزة، ويسهم في ترسيخ معاني العطاء، حيث تتسع فيه رقعة العمل الخيري، وتتنامى لدى مختلف الفئات الرغبة في القيام بأعمال إنسانية وتطوعية، ويتسابق الأفراد والمؤسسات إلى تقديم شتى أنواع الدعم والمساعدات لكل محتاج. وبشكل عام، تمتد يد الخير الإماراتية لكل محتاج في شتى بقاع الأرض من دون توقف، إذ شهد العمل التطوعي في دولة الإمارات طفرة كبيرة، حيث تحصد الدولة ثمار نهج الخير وثقافة التطوع الذي غرس بذوره الوالد المؤسس، وتتجلى دوماً مظاهر تفاني مختلف شرائح المجتمع الإماراتي في البذل والعطاء في عملهم التطوعي وتقديم العون لكل محتاج من دون تفرقة أو تمييز. ومن أهم سمات نهج العمل التطوعي الإماراتي أنه يسير وفق خطة واضحة الملامح والأهداف تسير بالتوازي مع القفزات التنموية الكبيرة التي تشهدها الإمارات على مختلف الصعد. ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.