أثارت قصة الأقلية البيضاء المقبلة اضطراباً في الحياة السياسية الأميركية، إذ تُظهر دراسة حديثة في أن قلق البيض من فقدان مكانتهم أثّر على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح ترامب، وأن زعماء الحزب الديمقراطي يراهنون على تغير الوضع الديموغرافي، غير أن الإشاعات بشأن موت أميركا البيضاء مبالغ فيها، لأن التعريف السائد للبياض ما زال عالقاً في الماضي بعناد. سنة 2000 هي السنة التي توقع فيها «مكتب الإحصاء» الأميركي نهاية الأغلبية البيضاء في سنة 2059. وبعد أربع سنوات قام بتعديل السنة لتصبح 2050. ثم في 2008 أعلن أن وفاة الأغلبية البيضاء ستكون في 2042. وفي الواقع، يتوقع مكتب الإحصاء ما لا يقل عن ست سيناريوهات مستقبلية بناء على تعريفات مختلفة للبياض. وتتبنى مجموعة التوقعات الأكثر شيوعاً التعريفَ الذي يُقصر السكان البيض على من يصفون أنفسهم بالبيض، ولا ينتمون إلى أي مجموعة عرقية أو إثنية أخرى. غير أن هذا لا يعكس الطريقة المتحولة التي بات كثير من الأميركيين اليوم ينظرون بها إلى الخلفيتين العرقية والإثنية. فنسبة الأعراق المختلطة أصبحت أكثر انتشاراً وشيوعاً، وعدد متزايد ممن باتوا يختارون أكثر من إثنية ليصفوا أنفسهم في الإحصاء. فمثلا ميجان ماركل، الممثلة الأميركية والعضو الجديد في العائلة الملكية البريطانية، لديها أب أبيض وأم سوداء، وتعرّف نفسها بأنها شخص من العرقين. وبالمقابل، فإن ماركل وأطفالها لا يمكن أن يصنّفوا كبيض، تحت التعريف القديم والحصري للعرق. والأمر نفسه ينطبق على ذرية السيناتور تِد كروز، الجمهوري عن ولاية تكساس، وحاكم ولاية فلوريدا الجمهوري السابق جيب بوش. وتحت تعريف أوسع، يُعتبر شخصاً أبيض كل شخص يَعتبر نفسه كذلك، لذا فالسكان البيض ليسوا آخذين في التراجع، بل يزدهرون، إذ تُظهر توقعات مكتب الإحصاء الحضرية أن نسبة السكان البيض ستفوق 70? من الأميركيين في المستقبل القريب. داول مايرز وموريس ليفي أكاديميان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»