حين طلب ترامب من وزير العدل جيف سيشنز أن يوجه لي الاتهام بعرقلة العدالة يوم الأربعاء الماضي، كنت في جامعة هارفارد أوضح اعتزامنا إعطاء كل طفل من مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا فرصة الحصول على تعليم جامعي. وأوكلاند مثل كل المدن تعاني تفاوتات بين الأعراق المختلفة. فنسبة أبناء الأميركيين الأفارقة ومن ذوي الأصول اللاتينية الذين يكملون تعليمهم الجامعي أقل بكثير من نظيرتها وسط سكان المدينة من البيض. وهذا التفاوت يمثل تركة مأساوية لتاريخ بلادنا العنصري. وقد سعيت إلى الحصول على منصب بالانتخاب كي أقوم بإصلاح هذا وكي أبني مدينة تعمها المساواة. إنني أؤمن بالوعد الأميركي «العدل للجميع». أنا لا أعرقل العدالة، بل أسعى لتحقيقها. وترامب لم تعجبه تغريدة نشرتها في فبراير الماضي نبهت فيها المواطنين من مداهمة وشيكة من إدارة الهجرة والجمارك في منطقة «باي إريا» التي تتضمن أوكلاند. وأردت أن يكون الناس مستعدين دون ذعر وأن يفهموا حقوقهم القانونية. قمت بهذا من أجل أشخاص مثل ماريا مندوزا سانشيز التي هاجرت إلى الولايات المتحدة من المكسيك قبل 24 عاما. وتعلمت الانجليزية وحصلت على درجة علمية وعملت كممرضة في مستشفى أوكلاند العام. وقامت هي وزوجها بتربية أربعة أطفال واشتريا منزلاً. وفي أغسطس الماضي، تم ترحيل ميندوزا سانشيز وزوجها وانتزعا من أطفالهما المولودين في الولايات المتحدة وتم نفيهما إلى بلاد لم تطأ أقدامهما ترابها منذ عقدين ورُحلا عن أوكلاند التي ساهما في الصحة والسلامة الجمعية لمجتمعنا فيها. وفي ظل إدارة أوباما، كانت وضعية ميندوزا سانشيز بما تتمتع به من سجل جنائي نظيف وعمل جيد وأطفال يتجهون نحو التعليم الجامعي تؤهلها وتؤهل زوجها لتأجيل الترحيل في الوقت الذي يسعيان فيه للحصول على الجنسية، لكن في ظل إدارة ترامب، أصبح المقيمون بغير وثائق يوصفون بأنهم «مجرمون خطيرون»، أو ببساطة «حيوانات». وهناك أشخاص مثل ميندوزا سانشيز على امتداد بلادنا مجتهدون في عملهم ويدفعون الضرائب ويلتزمون بالقانون. إنهم آباء وجيران وأشخاص يرعون آخرين. وربما بدأت قصصهم في بلد آخر، لكن من حسن حظنا أنهم واصلوا القصة هنا. من واجبي كرئيس بلدية أن أحمي سكان مدينتي وخاصة الأكثر عرضة منهم للخطر. ومن واجبي، كزعيمة، أن أصف استغلال هذه الإدارة للخوف المعادي للمهاجرين بما يستحقه وهو أنه كذبة عنصرية. ليبي شاف: رئيسة بلدية مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»