إن مشاهد التلاحم الوطني والترابط بين مختلف فئات المجتمع ليست بمشاهد جديدة أو غير مألوفة لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي عملت منذ تأسيسها، وعلى مدار ما يقرب من خمسة عقود، على ترسيخ مبادئ التلاحم الوطني والترابط المجتمعي والالتفاف حول الوطن يداً واحدة، وقلباً واحداً، وقد حبانا الله سبحانه وتعالى بقيادة استثنائية ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكان الجانب الإنساني في سياستها وإدارتها، ولا يزال، هو الجانب المميز والمشرق، الذي يشعُّ نوراً من مبادئ سامية وقيم نبيلة تجسدت في الخير والسلام واللحمة الوطنية والإخاء والتعايش، غرس بذورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الذي سطر التاريخ رؤيته الثاقبة وإنجازاته الاستثنائية في سجل يفخر به أبناؤنا لعقود وعقود مقبلة، وكتب اسمه بين القادة بحروف من ذهب، ونجح في أن يكون خير قدوة يحتذى بها، ونموذجاً للقائد الحق الذي أعطى العالم دروساً في القيادة التي تقدِّر قيمة الإنسان وتعي معنى الإنسانية. ونحن في رحاب «عام زايد» تجدد قيادتنا الرشيدة عهد الوالد المؤسس، وتحيي إرثه الثري، وتحرص على تجسيد نهجه، لاسيما ونحن في شهر الخير والروحانيات، شهر رمضان المبارك؛ حيث شهدت دولتنا الحبيبة مشهداً جديداً يزخر بالمعاني الإنسانية السامية؛ فقد عكس استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بقصر سموه في زعبيل، مساء أول من أمس، جموع المهنئين بشهر رمضان المبارك، مشهد التلاحم الوطني الاستثنائي الذي تعيشه دولة الإمارات، كما أكد هذا اللقاء أن مسيرة «البيت المتوحِّد» لا تزال، وستظل، مستمرة في التقدم على طريق التنمية والعطاء؛ من أجل ترسيخ اسم دولة الإمارات بين أكثر دول العالم تطوراً وتقدماً وتنمية شاملة. وتعكس تلك المظاهر الإنسانية الرائعة، التي تحرص قيادتنا الرشيدة على تجسيدها بشكل متواصل، اتباعها نهجاً تنموياً قلَّما وجد في يومنا هذا؛ حيث لم تشغلها يوماً مسيرتها التنموية الضخمة، التي تسير فيها بخطى متسارعة، عن قيامها بالجانب الأهم فيها، وهو الجانب الإنساني، الذي يُعنى ببناء مجتمع متماسك يلتف فيه أبناؤنا حول القيادة الحكيمة ذات الصدر الرحب، رافعين راية الولاء والانتماء إلى الوطن؛ وذلك ترسيخاً لأركان «البيت المتوحِّد»، الذي يأتي امتداداً للنهج الوحدوي الحكيم الذي أرساه الوالد المؤسس، طيب الله ثراه. وممَّا لا شك فيه أن التلاحم الوطني، ونهج «البيت المتوحد»، هما اللذان جعلا من دولة الإمارات نموذجاً يُحتذى به على مستوى العالم، فساعداها على المضي قُدُماً على طريق التقدم والارتقاء عاماً تلو الآخر، وإحراز إنجازات واسعة في أوجه التنمية الشاملة كافة، كما ساعد التلاحم الوطني، وتماسك المجتمع الإماراتي وترابطه، على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية كافة؛ فاستطاعت دولة الإمارات أن تتجاوز التحديات التي عانتها المجتمعات الأخرى خلال السنوات الأخيرة، والتي تمثلت في انتشار أفكار الإرهاب والتطرف وما نتج عن ذلك من تهديد لتماسك تلك المجتمعات واستقرارها. ومن هذا المنطلق جاء التلاحم الوطني والتماسك الأسري ضمن مؤشرات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021؛ إيماناً بأن تماسك المجتمع الإماراتي، وترابطه بعلاقات وثيقة وقوية، تربط القيادة الرشيدة بفئات المجتمع كافة، وتلاحمه منقطع النظير، جعلته واحة للأمن والاستقرار والترابط في عالم تحفُّه المخاطر والتحديات ومظاهر عدم الاستقرار. وهذا المشهد الوطني الاستثنائي يمثل من دون أدنى شك دفعة قوية للدولة نحو مزيد من التقدم على طريق التنمية الشاملة، وهي تنضم إلى مصاف الدول الأكثر تطوراً في العالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية