يتصوّر مؤيدو الرئيس دونالد ترامب أن المستشار الخاص روبرت مولر «لا أخلاقي» و«يائس» و«متحزب» و«كاذب». وتلك من بين النتائج البارزة التي توصّل إليها «بيتر هارت» المتخصص «الديمقراطي» في استطلاعات الرأي، من خلال مجموعة نقاشية عُقدت يوم الثلاثاء الماضي في ضاحية «ميلووكي» في ولاية ويسكونسن. وكرر أولئك الذين صوّتوا لصالح ترامب مراراً وتكراراً، بطرق شتى أن تحقيق «مولر» هو حملة ضد المخالفين، ومثلما أوضحت إحدى المتحدثات: «إن ذلك التحقيق يجري لأن هناك أشخاصاً مستاؤون من وجود ترامب في السلطة، ومن ثم يبحثون عن أية طريقة للإطاحة به». والآن مع أخذ ذلك في الحسبان، بينما نسلط الضوء على ذلك المقال المهم الذي كتبته «سارة فيشر» على موقع «أكسيوس» حول «صعود الآلة الإعلامية المؤيدة لترامب»، فإن الاستنتاج الأبرز هو أن «وسائل الإعلام المؤيدة لترامب تنتشر في أنحاء الولايات المتحدة، وتنشر تصريحات ترامب بشأن الأخبار الكاذبة وانحياز وسائل الإعلام المعروفة عبر الوسائط كافة». ومن النقاط المهمة التي أثارتها «فيشر» أن هذه المحاولات المضنية يقودها هدف واحد واضح وهو تأسيس منظومة إعلامية موالية تعمل كبديل للمنظمات الإخبارية الكبرى التي تتجه بصورة متزايدة إلى نماذج تعتمد على الاشتراكات، وربما تكون جماهيرها ممن يميلون إلى الليبرالية. وعلى أية حال، يرى الآن غالبية «الجمهوريين» أن وسائل الإعلام هي «عدو الشعب الأميركي». ومثلما أشارت «فيشر» في مقالها، فإن هذا النظام المعلوماتي البديل والموالي دأب على تضخيم جهود ترامب الرامية إلى طمس الثقة الشعبية في دور الوساطة المؤسساتية الذي تلعبه وسائل الإعلام في النظام الديمقراطي الأميركي. لكن المثير للاهتمام، أن المجموعة النقاشية ليلة الثلاثاء الماضي في «ميلووكي» كشفت أنه في حين يرى ناخبو ترامب أن «مولر» يشنّ حملة ضد المخالفين، فإنهم يؤكدون أنه لا ينبغي رغم ذلك على ترامب أن يحاول الإطاحة به. لذا هناك على الأقل بعض القيود على سطوة الصلاحيات الواسعة لعالم الإعلام البديل. جريج سارجنت: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»