ما زال «سكوت برويت»، مدير وكالة حماية البيئة المحاصر، في منصبه وذلك يرجع جزئياً إلى أن البيت الأبيض لا يعتقد أن بإمكانه حمل مجلس «الشيوخ» على قبول أي شخص يرشحه للمنصب. كما أن ترشيح «جينا هاسبل»، لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، لا يزال غير مؤكد. وتعد كلتا الحالتين جزءاً من اتجاه أكبر: فخطوط المعركة الحزبية بشأن التأكيد تتصلب بسرعة. عندما تولى الرئيس باراك أوباما منصبه، تم التأكيد على أول مدير لوكالة حماية البيئة، «ليزا جاكسون»، من دون إجراء تصويت. وفي ولايته الثانية، أصبح التأكيد أكثر إثارة للجدل: فازت «جينا ماكارثي» بستة أصوات «جمهورية»، وفاز «برويت» بأصوات اثنين فقط من أعضاء مجلس الشيوخ «الديمقراطيين». ويمكن رؤية سرعة التغيير في أصوات التأكيد على تعيين وزراء الخارجية الأربعة السابقين. فقد حصلت كوندوليزا رايس على 85 صوتاً وحصل كل من جون كيري وهيلاري كلينتون على 94 صوتاً، بيد أن معظم «الديمقراطيين» عارضوا ترشيح الرئيس ترامب لكل من ريكس تيلرسون ومايك بومبيو، اللذين حصلا على 56 صوتاً و57 صوتاً على التوالي. واستشهد العديد من «الديمقراطيين» الذين صوتوا ضد بومبيو بآرائه المحافظة بشأن زواج «المثليين» والإجهاض، وهي نفس القضايا الاجتماعية التي لم تمنع «الجمهوريين» من التصويت لكلينتون وكيري. ولن يكون من المستغرب، رغم ذلك، إذا لم يحصل المرشح «الديمقراطي» القادم للمنصب على الكثير من الأصوات من «الجمهوريين» في مجلس «الشيوخ» بسبب هذه القضايا. والأمر الذي لا جدال فيه هو أن الانقسام بين الولايات الحمراء (الجمهورية) والزرقاء (الديمقراطية) ازداد اتساعاً في معارك الترشيحات. وإذا تحدى «الديمقراطيون» الصعاب وحصلوا على أغلبية في مجلس الشيوخ في خريف هذا العام، سيواجه ترامب صعوبة كبيرة في الموافقة على مرشحين جدد. وبعض من هذا الاستقطاب مفهوم، حيث إنه يمكن لمدير وكالة حماية البيئة إحداث فارق كبير في السياسة. ومن المنطقي بالنسبة لـ«الديمقراطيين» أن يرغبوا في حجب موافقتهم لنهج محافظ في البيئة، وأن يرغب «الجمهوريون» في جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لتنفيذ نهج ليبرالي. راميش بونورو: كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»