سجلت أسعار «الأخشاب المنشورة» في الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في الوقت الراهن، فقد أغلق عقد «الأخشاب اللينة»، التي تستخدم في بناء المنازل، عند أعلى سعر له يوم الثلاثاء الماضي، في بورصة «شيكاغو» للسلع. ويبدو أنه في كل مرة تختار الولايات المتحدة خوض معركة مع كندا بشأن إعاناتها المزعومة لقطاع الأخشاب المنشورة اللينة، التي تُقطع من الأشجار الصنوبرية مثل الصنوبر والأرز، ترتفع أسعار الأخشاب الأميركية. وبالطبع تأثرت الأسعار بالتهديدات بفرض رسوم جمركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب. وقد بدأت الحرب الأميركية الكندية على الأخشاب المنشورة اللينة في بداية ثمانينات القرن الماضي، فواردات الأخشاب "المنشورة" من كندا بدأت في الصعود بعد أن أدت القيود البيئية إلى تقليص عمليات نقل وقطع الأشجار من الغابات الأميركية، وعندئذ بدأ قطاع الأخشاب الأميركي يشكو من أن الحكومات المحلية في كندا، التي تمتلك أراضي الغابات الكندية كافة، تخفض أسعار الأخشاب بدرجة ترقى إلى تقديم إعانات غير عادلة. وظلت تلك الشكوى الجوهرية قائمة منذ ذلك الحين. ويبدو أن المستفيدين الرئيسيين من تلك المشاحنات التجارية بشأن الأخشاب المنشورة بين الولايات المتحدة وكندا هم ملاك الأراضي التي تنمو عليها الأشجار المنتجة للأخشاب اللينة. ومعظم الأراضي الشجرية في الولايات المتحدة مملوكة لجهات خاصة، وأكبر مالك حتى الآن، بحسب مسح أجراه مركز «فوريسك للاستشارات»، هي شركة «ويرهاوزر»، وهي عبارة عن صندوق استثمار عقاري متداول ارتفع سعر سهمه بنحو 20 في المئة منذ بداية عام 2017. وقد سجلت العائدات الاستثمارية في قطاع الأخشاب بالولايات المتحدة تراجعاً لفترة طويلة، لكن يبدو أنها كانت تتجه صعوداً في الماضي أثناء النزاعات التجارية بشأن الأخشاب المنشورة اللينة. ويستفيد أيضاً العاملون في قطع الأشجار وورش نشر الأخشاب بالولايات المتحدة من ارتفاع الطلب وزيادة الأسعار على الأخشاب المنشورة المحلية أيضاً. وقد يستخدم ذلك كدليل على أن انخفاض أسعار الأخشاب الكندية يضر بقطاع الأخشاب الأميركي، لكن إذا كان كذلك، فنفعه أكثر من ضره بكثير لقطاع إنشاء المنازل الأميركي، ومشترين كُثُر لمنتجاته. جاستين فوكس: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»