في الأسبوع الماضي، تلقى الملايين من الناس رسالة بريد إلكتروني من "تويتر" ينصحهم بتغيير كلمة السر الخاصة بهم. وعلى ما يبدو أن خطأ ما سمح لبعض الموظفين داخل الشركة برؤية كلمات مرور المستخدمين، ما أوجد إمكانية تعرض المعلومات الخاصة للخطر. وقد قرأت هذه الرسالة، ثم حذفتها ونسيت الأمر برمته حتى أثير الموضوع بالمصادفة خلال حديثي مع زميل لي في اليوم التالي. فلماذا كنت غير مبالٍ لهذه الدرجة؟ ليس لأن التحقيقات الداخلية التي أجراها موقع "تويتر" أظهرت أن المعلومات لم تغادر أنظمة "تويتر"، ولا يوجد دليل على حدوث أي اختراق أو حدوث سلوك سيئ –برغم أن كل هذا صحيح. وبدلاً من ذلك، فإن الخبير الاقتصادي الذي بداخلي خلص إلى أنني لا أهتم حقاً بما إذا كان شخص ما حصل على كلمة السر الخاصة بحسابي على "تويتر"، أو، بشكل أكثر دقة، أن إهدار الوقت والجهد في تغيير كلمة السر كان أكبر من توقعي بحدوث أي ضرر إذا لم أفعل ذلك. ويتناقض سلوكي مع افتراضات مهمة في النقاش العام، حيث كانت الولايات المتحدة وأوروبا غارقة في نقاش حول الخصوصية على خلفية ما تكشف عن أن المعلومات الخاصة بنحو 87 مليون مستخدم لـ"فيسبوك" تم بيعها إلى شركة خاصة. والسؤال: كيف نحمي بياناتنا على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وأنا أطرح سؤالاً مختلفاً: هل نبالي حقاً بالخصوصية؟ في إطار دارسة تجريبية، بحث الاقتصاديون «سوزان آثي» و«كريستيان كاتاليني» و«كاثرين توكر» في عدم التوافق بين التفضيلات المعلنة حول الخصوصية والسلوك الفعلي المتعلق بالخصوصية بين طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وطُلب من الطلاب تقديم عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بأصدقائهم مقابل بعض البيتزا المجانية. كان الباحثون مهتمين بمعرفة ما إذا كان الطلاب سيحمون خصوصية أصدقائهم من خلال تقديم عناوين غير صحيحة. (وتمكن الباحثون من التحقق من صحة العناوين). وتبين أنه إذا قدمت البيتزا المجانية للطلاب، فإن احتمالية حمايتهم لخصوصية أصدقائهم تتقلص إلى النصف تقريباً. وبالإضافة إلى اكتشاف أن تقديم حوافز صغيرة للتخلي عن مثل هذه البيانات يغلب التفضيلات المعلنة بشأن الخصوصية، وجد الباحثون أن الطلاب كانت لهم اختيارات مختلفة تماما في الاستجابة لعوامل صغيرة. فإذا كنت تبالي بالبريد الخاص بك، عليك القيام بخطوات بسيطة لحمايته. وبالمثل فإنه يتعين على المستخدمين التأكد من أنه لا يوجد شيء على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لا ينبغي أن تكون علنية. مايكل آر سترين: مدير دراسات السياسة الاقتصادية بـ"معهد أميركان انتربرايز" ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»