عهد بوتين.. ورسالة «كيم» عبْر «شين»! «ذا هيندو» «عهد بوتين».. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «ذا هيندو» الهندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، والتي أفردتها للتعليق على تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية رابعة، ولاية يبدؤها مع تحديات ضخمة تتعلق بالاقتصاد والسياسة الخارجية، كما تقول. فبوتين الذي أحكم قبضته على السلطة في روسيا لقرابة عقدين من الزمن، تقول الصحيفة، يبدأ ولاية رابعة كرئيس في وقت تجتاز فيه البلاد فترة عصيبة، اقتصادياً ودبلوماسياً، مشيرةً إلى أن أحد أكبر وعود بوتين الانتخابية هو الاستقرار السياسي والاقتصادي. لكنه، سياسياً، يواجه بوتين عدداً متزايداً من الاحتجاجات في موسكو وغيرها، وهو شيء قد لا يكون صعباً عليه مجابهته. كما أنه يواجه المهمة الصعبة المتمثلة في إصلاح الاقتصاد وقلب مسار سياسية خارجية صدامية. وفي هذا الصدد، قال بوتين في خطاب تنصيبه إنه سيظل مركِّزاً على القضايا الداخلية في ولايته الجديدة، لاسيما الاقتصاد الذي تعافى للتو من ركود مؤلم. أما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، فتقول الصحيفة إن بوتين نجح على المدى القصير في خلق الانطباع بأن روسيا عادت إلى الساحة الدولية. غير أنه من غير المؤكد ما إن كانت سياسته الخارجية، والتي جرت على روسيا عقوبات من الغرب وتضر بالاقتصاد الروسي الضعيف أصلاً، ستؤتي أُكلها وتحقق الفوائد الاستراتيجية المتوخاة منها. وإلى ذلك، تلفت الصحيفة إلى أن بوتين استدار خلال السنوات الأخيرة نحو الصين، حيث وقّع معها اتفاقية غاز بقيمة 400 مليار دولار على مدى ثلاثين سنة، وعزّز معها التعاون حول قضايا عالمية مثل إيران وسوريا وكوريا الشمالية. لكن الصحيفة ترى أن هذا قد لا يكون كافياً، لأنه ليس واضحاً إلى أي حد ستواصل بكين دعمها لموسكو في هذه الحرب الباردة، وذلك بالنظر إلى عدم رغبتها في إثارة مشاكل مع الغرب. «سيدني مورنينغ هيرالد» صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية نشرت ضمن عددها ليوم الأربعاء مقالاً تحليلياً للصحفي ديفيد رو انتقد فيه إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء سحب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران واستئناف العقوبات الأميركية عليها، واصفاً إياه بـ«الانسحاب المتهور وأحادي الجانب». الكاتب اعترف بأن الاتفاق النووي مع إيران لم يكن مثالياً أو خالياً من العيوب، مشيراً إلى عيبين رئيسيين فيه يثيران القلق بشكل خاص: الأول هو أن الاتفاق لا يفعل شيئاً لمنع إيران من إجراء اختبارات الصواريخ البالستية، والتي تُعد جزءاً أساسياً من أي برنامج للأسلحة النووية، على اعتبار أنه لا فائدة من امتلاك قنبلة نوية إذا كان مالكها لا يملك وسيلة لإيصالها إلى حيث يريد؛ أما العيب الثاني، فهو أن الاتفاق لا يفعل شيئاً لمنع إيران من مواصلة أنشطتها المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مثل دعم «حزب الله»، والتدخل في اليمن والعراق ولبنان وسوريا. ويعتقد رو أنه بانسحاب أميركا من الاتفاق النووي تكون قد خرقت «اتفاقية دولية استغرق إنجازها سنوات وتطلب تحضيرها جهوداً»، وأن «الاحتمال الأكبر الآن هو أن تقوم إيران بتطوير برنامجها للأسلحة النووية». كما يتوقع أن تتسبب إعادة فرض العقوبات الأميركية في إصابة الاقتصاد الإيراني بالشل وفي تقوية الضغوط الشعبية ضد نظام الملالي. وبغض النظر عما إن كان الأوروبيون – ومعهم الصين وروسيا– سيتشبثون بالاتفاق أم لا، يتابع كاتب المقال، فإن القيود الجديدة على العمليات المالية العالمية لإيران تعني أنه سيكون من الصعب على بلدان أخرى مواصلة تعاملها التجاري مع طهران. كما ستستهدف العقوبات الأميركية صادرات النفط التي يعتمد عليها الاقتصاد الإيراني كثيراً. وإذا كان الرهان الأميركي الآن هو أن تؤدي البطالة والركود الاقتصادي في إيران إلى تحرك الشارع الإيراني ضد النظام، يقول ديفيد رو، فإن الشباب الإيراني قد يحمّل واشنطن مسؤولية معاناته، وليس حكومته، وذلك على اعتبار أن ترامب هو من ألغى الاتفاق، ليخلص الكاتب إلى أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق قد يؤدي إلى تقوية المتشددين في إيران. «تشاينا دايلي» صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على اللقاء الذي جمع الثلاثاء الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في مدينة داليان الساحلية شمال شرق الصين، لقاء قالت عنه وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنه يضيف زخماً مهماً إلى العلاقات الثنائية في ظرف مهم للغاية. ووفق الصحيفة، فإن العائق الذي كان يحول دائماً دون إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية هو انعدام الثقة بين طرفي النزاع. وأضافت تقول: المؤكد هو أن كوريا الشمالية لن تقوم بنزع السلاح النووي إلا إذا كانت مقتنعة بأن لديها ضمانات أمنية قوية وفعالة. وبالمقابل، فإن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لن تقدما هذه الضمانات الأمنية إلا إذا كانتا مقتنعتين بأن نزع السلاح النووي قد بدأ بالفعل. موقف أشبه بحلقة مفرغة، اللهم إلا إذا اقتنع كل طرف بأن الآخر سيفي بالتزاماته على أساس خطوة تقابلها خطوة، كما تقول. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن الصين تسعى جاهدة لتعزيز الزخم الذي تحقق ودفع الطرفين إلى وضع عدائهما وراء ظهريهما. وإلى ذلك، قالت الصحيفة إن لقاء الزعيمين لم يكن متوقعاً، حيث يأتي بعد 40 يوماً فقط بعد اللقاء الذي جمع بينهما في بكين. لكنه يأتي قبل الاجتماع المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يُعقد في غضون هذا الشهر، أو الشهر الذي يليه. وحسب الصحيفة، فإن لقاء الثلاثاء الماضي مكّن كيم من أن يؤكد لشي التزام بلاده بنزع السلاح النووي وعدم حاجتها لامتلاك أسلحة نووية إذا كانت هناك نهاية للسياسات العدائية والتهديدات الأمنية ضدها. رسالة قالت الصحيفة إن شي سيبلّغها من دون شك للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتابعت تقول: إنه بالنظر إلى تجديد شي التأكيد لكيم على أن الصين ستدعم كوريا الشمالية في جهود البناء الاقتصادي الآن، وقد أخذت تحوّل تركيزها إلى التنمية، فإن اللقاء يمثل «خطوة مهمة أخرى إلى الأمام بالنسبة لعملية السلام في شبه الجزيرة الكورية». إعداد: محمد وقيف