تخفيف التوتر الهندي - الصيني.. ومصير القوات الأميركية في كوريا الجنوبية «جابان تايمز» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «الهند والصين تحرزان تقدماً»، رأت «جابان تايمز» اليابانية أنه في الوقت الذي تم تركيز الأضواء على القمة التي جرت بين الكوريتين نهاية الشهر الماضي، انعقدت قمة مهمة أخرى جنوب الصين وتحديداً بمدينة «وهان»، حيث استضاف الرئيس الصيني «تشي جيبينج» رئيس الوزراء الهندي نارييندرا مودي في محاولة لإرساء العلاقات بين البلدين على أرضية صلبة، فالعلاقات بين البلدين تكتسي أهمية كبيرة، فسكان البلدين يشكون ما نسبته 35 في المئة من إجمالي سكان العالم، ولديهما اقتصاد يبلغ حجمه 25 في المئة من الاقتصاد العالمي. وينبغي على اليابان أن تتفهم طبيعة العلاقات الصينية - الهندية، لأنها تلعب دوراً في تشكيل استراتيجية طوكيو الإقليمية، خاصة في ظل تنامي أهمية نيودلهي في سياسة طوكيو الخارجية. ولطالما خاضت الهند والصين معارك من أجل كسب النفوذ الإقليمي، والسباق على صدارة المشهد في منطقة جنوب آسيا وهو ما ظهر بوضوح من خلال 3 حروب من أجل الحدود، ما شهد الصيف العام الماضي، توتراً على الحدودالصينية- الهندية استغرق 10 أسباب، وتستاء الهند مع الدعم الصيني لباكستان، فالأخيرة لطالما كانت في خصومة مع الهند، ناهية عن زيادة انتشار البحرية الصينية في المحيط الهندي. وفي المقابل تشكو الصين من الدعم الذي تقدمه الهند للدلاي لاما، الذي يشكل حكومة في المنفى شمال الهند، وتوجد خلافات حدودية، حيث تزعم الصين ملكيتها 90 ألف كيلو متر مربع شرق جبال الهملايا، وفي المقابل ترى الهند أنها 38 ألف كيلو متر مربع بمنطقة «أكاسي شين» غرب الصين. ورصدت الهند 426 حادثاً على حدودها مع الصين العام الماضي، أي ضعف عدد الحوادث التي وقعت بالمنطقة ذاتها عام 2016. وترى الصحيفة أن قمة «ويهان» جاءت لتخفيف التوتر بين البلدين، وهي قمة تشبه قمة صينية أميركية، كان الرئيس «تشي جينينج» قد استضاف فيها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2013، القمة الصينية- الهندية، كانت غير رسمية حيث لا أجندة مسبقة ولا عدد كبير من المساعدين، ومن الواضح أن الهدف من القمة هو تهدئة التوتر، خاصة بعدما هنأ «مودي» الرئيس الصيني بعد حصول الأحير على فترة رئاسية جديدة، كما أن الهند منعت وللمرة الأولى، سكان منطقة التبت من إجراء مسيرة كان من القرر أن يحتفل فيها «الدلاي لاما» بالذكرى الستين للانتفاضة الفاشلة ضد الحكم الصيني، كما أن بكين لم تعد تعترض على وضع باكستان ضمن ما يسمى بـ«القائمة الرمادية» للدول التي لا تعمل على وقف تمويل الإرهابيين. وطرحت الصين أيضاً إعادة تشاطر البيانات الخاصة بمنسوب مياه الأنهار التي تنبع من الهند، ويسعى جيشا البلدين للتواصل عبر خط هاتفي «ساخن»، ويدرسان إمكانية استئناف مناورات عسكرية مشتركة. «ذي كوريا هيرالد» بعبارة «التحذير ليس كافيا»، نشرت «كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية. الخميس الماضي، افتتاحية، أشارت في مستهلها إلى أن «مون تشونج أون» المستشار الرئيس «مون جاي إن» الخاص بشؤون الدبلوماسية والأمن، قد أثار جدلاً واسعاً عندما قال إن القوات الأميركية يتعين عليها الانسحاب من جنوب كوريا إذا تم تفعيل معاهدة سلام بين الكوريتين. المستشار أفصح عن هذا الموقف في معرض رده على تساؤل مؤداه: ما الذي سيحدث للقوات الأميركية في كوريا الجنوبية عند توقيع معاهدة سلام بين الكوريتين؟ «تشونج» أضاف أنه في حالة إبرام المعاهدة سيكون من الصعب تبرير وجود هذه القوات. وموقف مستشار الرئيس تم نشره في مجلة «فورين أفريرز» الأميركية. ومع تصاعد الانتقادات التي وجهت لتصريحات «تشونج» صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الكورية الجنوبية بأن القوات الأميركية المنتشرة في كوريا الجنوبية مسألة تتعلق بالتحالف القائم بين واشنطن وسيئول، ولن يحدث لهذه القوات شيء بعد إبرام معاهدة السلام بين الكوريتين. وترى الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها مستشار الرئيس بإطلاق تصريحات مثيرة الجدل قبيل اتخاذ قرارات حكومية مهمة، حيث سبق وأن دعا إلى تخفيف وتيرة المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، علماً بأن المناورات قد تم تخفيضها أثناء الأولمبياد الشتوي في فبراير الماضي، وكان قد أثار جدلاً بخصوص نشر نظام «ثاد» الأميركي للدفاع الصاروخي، وبعدها قام «البيت الأزرق»- مقر الرئاسة الكورية الجنوبية- بتوضيح الأمر، والإشارة إلى دراسة الآثار البيئية التي قد ترتب على نشر النظام. بالطبع ليس من الصواب منع مستشار الرئيس من التعبير عن آرائه، فهو أستاذ جامعي في الأساس، لكم من المثير للجدل أن يفصح عن آراء ليست ضمن السياسة الحكومية، خاصة في ملف مهم مثل القوات الأميركية في كوريا الجنوبية. وترجح الصحيفة أن انسحاب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية مسألة سيكون من المحتم البت فيها عند السير على طريق إرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية. لكن في هذه الأثناء لم تتطرق سيئول للموضوع، ولا توجد ضمانة على استمرار عدم خوضها فيه، ومن غير المستبعد أن تطالب الصين وروسيا بسحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية من أجل احتواء النفوذ الأميركي في شمال شرق آسيا. "تشينا ديلي" تحت عنوان "تعزيز الأمن الدولي عبر الحوار"، نشرت "تشينا ديلي الصينية، يوم السبت الماضي، مقالاً لـ"زي زينجوان" زميل الأكاديمية الوطنية للتنمية والاستراتيجية والأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة "رينمين" الصينية، استهله بالقول إن كلمة الرئيس الصيني في منتدى "بوا" المعني بالشؤون الآسيوية، والذي انعقد الشهر الماضي بمقاطعة "هاينان" الصينية، تمحورت حول جهود الصين لتحسين آليات تحقيق الأمن العالمي وضمان الانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي، ودعا الرئيس الصيني في المنتدى إلى أهمية أن يتبنى المجتمع الدولي أطراً مشتركة للتعاون في الأمن العالمي، فهذا من شأنه تعميق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لتعزيز آليات شاملة ومنسقة في مجال الأمن. ويرى الكاتب أن هناك نمطين للأمن العالمي، أحدهما أحادي يرتكز على ذهنية الحرب الباردة ومنطق "المباريات الصفرية" ويعتد على التحالفات والاستقطابات العسكرية والجيوسياسية. ويحذر الكاتب من محاولة فرض منطق "أميركا أولا" في مجال الأمن الدولي لأنه سيؤدي إلى استخدام القوة في تسوية النزاعات، وسيهمش المؤسسات المعنية بفرض الأمن الدولي والقائمة على التعاون بين الدول. النمط الثاني يقوم على تسوية النزاعات وفق مبادئ تشمل التعددية والأمن الشامل والحوار والتنمية المشتركة، والصين خير نموذج على تبنى هذه السياسة، من خلال تعاونٍ متعددالأطراف يعتمد في جوهره على منطقة التنمية المشتركة.