تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بأن الإبداع والابتكار هما أساس الانطلاق نحو آفاق التطور والنمو والازدهار، وهما الركيزة الأبرز في تحقيق الطموحات التي تسعى إليها قيادتنا الرشيدة في جعل دولة الإمارات الدولة الأفضل في العالم، وخاصة أن العالم يواجه في المرحلة الحالية تحديات غير مسبوقة تتطلب العمل على مواجهتها وفق أسس واعتبارات إبداعية ومبتكرة، وتحتاج إلى التكاتف من الحكومات كافة، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والمصنعين، والشركات الناشئة، كي يعملوا جميعاً على إدارة هذه التحديات، وصولاً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد الآن مرحلة مهمة واستثنائية من التقدم والازدهار، أساسها إطلاق الطاقات الإبداعية والابتكارية للشباب، جاءت مبادرة «محمد بن راشد للازدهار العالمي» بصفتها منصة مهمة لتحقيق طموحات التنمية المستدامة، وهي مبادرة كان قد أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال الدورة الافتتاحية لـ «القمة العالمية للصناعة والتصنيع»، التي استضافتها أبوظبي في شهر مارس من عام 2017، تقديراً لمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الإنسانية والتنموية، الساعية إلى مساعدة المجتمعات الأقل حظاً. وجاء إعلان انضمام ثماني منظمات تابعة للأمم المتحدة ومعهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا، خلال فعاليات معرض هانوفر ميسي الصناعي في ألمانيا الاتحادية، إلى «مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي»، مؤكداً دور المبادرة في إقامة شراكات جديدة تقوم على الابتكار، وبناء مجتمعات من المبتكرين في القطاع الصناعي، وتعزيز العمل الجماعي الهادف إلى تحقيق الازدهار العالمي، ما يؤكد دور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في خدمة البشرية، ويعتبر السعادة والإيجابية مقياساً للنمو والازدهار. إن مبادرة «محمد بن راشد للازدهار العالمي» هدفها تمكين الشباب العالمي من التواصل مع شبكة من الشركاء العالميين، ليتمكنوا من تحقيق أحلامهم في تغيير العالم إلى الأفضل، وبناء الازدهار العالمي القائم على الابتكار، وتؤكد المبادرة أربع قيم أساسية تشمل: القدرة على مواجهة التحديات، ووضع الحلول المبتكرة لها، وعمل المجتمعات معاً بروح الفريق الواحد، وأهمية التجانس الذي يمكن أن يحققه الإنسان مع بيئته ومع أخيه الإنسان، إضافة إلى تقديم المصلحة المجتمعية على المصلحة الفردية. لقد جاء انضمام المنظمات إلى المبادرة، إيماناً منها بدور دولة الإمارات العربية المتحدة العناية بالقضايا العالمية ذات الأولوية، والدور الذي ستلعبه مبادرة «محمد بن راشد للازدهار العالمي» في توفير حلول عملية ومبتكرة للتحديات المرتبطة بالطاقة المستدامة، والتطوير الزراعي، والقضاء على الجوع، والمدن المستدامة، فضلاً عن الحد من الفجوة الرقمية والقضاء على الأمية الرقمية، حيث تضم المبادرة تحدي «محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين»، الذي يعدّ منصة للابتكار المفتوح عبر الإنترنت، وتتيح الفرصة أمام المبتكرين ورواد الأعمال للتواصل والتعاون أينما كانوا، للإسهام في حل القضايا الملحة عالمياً، التي تؤثر في حياة المجتمعات. إن المبادرة، وكما قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، «تستند إلى إيمان دولة الإمارات بأن للابتكار قوة قادرة على تجاوز الواقع إلى آفاق واسعة من التطور والنمو»، وهي تمثل خطوة فريدة على المستوى العالمي، عبّر عنها انضمام المنظمات الثماني ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للمبادرة التي تؤكد مقدار الثقة التي نالتها دولة الإمارات العربية المتحدة عالمياً، لتكون الرائدة في عقد شراكات مهمة وذات أثر مستدام، تجمع أبرز العقول في مجال الابتكار، سعياً إلى بناء عالم أكثر مساواة وازدهاراً وتقدماً، ويتحقق من خلال تأهيل الكوادر البشرية والمجتمعات العالمية للتعامل مع التحول الرقمي لضمان مستقبل مشرق للازدهار العالمي، وإحداث أثر إيجابي مستدام في تنمية الإنسان والمجتمع. ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.