بات معرض «أبوظبي الدولي للكتاب»، بما يتضمنه من فعاليات ثقافية وأدبية وفكرية متنوعة أحد روافد القوة الناعمة للإمارات، ليس لأنه يجتذب أقطاب الفكر والثقافة والأدب والإعلام من دول المنطقة والعالم فحسب، وإنما أيضاً لدوره في إثراء الحياة الثقافية في الإمارات وتسليط الضوء على مبادراتها المتنوعة التي تسهم في تعزيز الحراك الثقافي بالمنطقة، وتعيد الاعتبار إلى دور الثقافة بما تمثله من جسر للتفاهم والتعارف بين الأمم والشعوب. وفي هذا السياق فإن الدورة الثامنة والعشرين، لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب والتي ستنطلق اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض وحتى الأول من مايو المقبل، تنطوي على أهمية كبيرة، خاصة أنها تأتي في إطار احتفالات الإمارات بـ«عام زايد»، الذي يستهدف تخليد ذكرى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالتزامن مع مرور 100 سنة على ميلاده، وإحياء إرثه الطيب من القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة التي تمثل معيناً لا ينضب في حب الوطن والانتماء إليه. فقد كان، رحمه الله، يؤمن بأهمية الثقافة ودورها في بناء وتنمية المجتمع، كما كان منفتحاً على الثقافة العالمية وحريصاً على إقامة العديد من المشروعات الثقافية الضخمة التي تبرز الوجه الحضاري والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن بينها معرض «أبوظبي الدولي للكتاب»، الذي أطلقه عام 1981 تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، ثم ما لبث أن تحول إلى «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» في عام 1986، وأقيمت أولى دوراته في مؤسسة قصر الحصن الثقافي قبل أن يصبح حدثاً سنوياً ثابتاً في عام 1993، ونُقل إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض، عندما بدأ برنامج المحافظة على التراث الثقافي على نطاق واسع في المجمع الثقافي. وقد اختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب الشيخ زايد ليكون الشخصية المحورية في دورته الحالية الثامنة والعشرين، لإبراز دوره الرائد في النهضة الثقافية والفكرية في الإمارات. ولا يختلف اثنان على ما بات يمثله معرض أبوظبي الدولي للكتاب من أهمية متزايدة في عالم الكلمة والإبداع الفكري والمعرفي، كونه يُعَدُّ أحد أضخم معارض الكتاب في المنطقة والعالم، بل وليس من قبيل المبالغة القول إن هذا المعرض استطاع في أقل من ثلاثة عقود أن يكون نافذة مهمة تستقطب رجال الفكر والأدب والأكاديميين من دول المنطقة والعالم، كما بات يلعب دوراً محورياً في الارتقاء بصناعة النشر والكتاب ليس في الإمارات وحسب، وإنما في المنطقة والعالم أيضاً. وإدراكاً لأهمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وما يمثله من أهمية في إثراء المشهد الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيز قوتها الناعمة، فإن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سيشارك في فعاليات الدورة الحالية الثامنة والعشرين للمعرض بمجموعة متميزة من إصداراته العلمية، ومن أحدثها الطبعة السادسة من كتاب «بقوة الاتحاد.. صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. القائد والدولة»، وكتاب «محمد بن زايد والتعليم»، الذي صدر حديثاً ويلقي الضوء على الرؤيةِ الثاقبة والدور الجليل والمساهمات الثرية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في تطوير المسيرة التعليميَّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورفدها بالأفكار المبتكرة والخلاقة، وكتاب «لا تستسلم.. خلاصة تجاربي»، الصادر باللغتين العربية والإنجليزية لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حيث سيقوم سعادته بتوقيعه غداً الخميس في جناح المركز بالمعرض. كما سيعرض المركز أيضاً كتاب «السراب» من تأليف سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وهو الكتاب الفائز ب «جائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2016- فرع التنمية وبناء الدولة»، وغيرها من الكتب والسلاسل والدوريات العلمية، التي تمثل إضافة ثرية للمكتبتين العربية والعالمية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية