يشعر الرئيس ترامب بأنه تحت المراقبة، فالمحققون الفيدراليون يتخذون إجراءات جريئة للغاية، إذ يقتربون من معرفة حقائق كان ترامب يعتقد ألا أحد سوى الأطراف المعنية سطلعون عليها، مما أثار خوفه وغضبه. وتفيد تقارير بأن ترامب يفكر في وسائل لإحباط أو تقييد تحقيق روبرت مولر، بما في ذلك إمكانية فصل واستبدال نائب وزير العدل «رود روزنشتاين». كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه فكر مرتين في إقالة مولر. وهناك نمط: عندما يقترب التحقيق من مناطق ضعف الرئيس، فإنه يسعى لسحقه. ولا يساورني أي شك في أن هناك أسباباً قوية جعلت ترامب يسعى باستمرار إلى عرقلة التحقيق. وعلاوة على ذلك، فلا يوجد رئيس يشعر بالتوتر بشأن الإعلان عن معاملاته المالية. وفي الواقع، فإن كل مرشحي الأحزاب للرئاسة في السنوات الأربعين الماضية، قد أفرجوا عن إقراراتهم الضريبية، لكن ترامب رفض أن يفعل مثلهم. ومن الواضح أن هناك شيئاً كارثياً لا يريد لأميركا أن تعرفه، لذا فهو سيفعل أي شيء للإبقاء على سرية ذلك الشيء، بما في ذلك إخضاع الحكومة. وأخيراً، قام المحققون باقتحام مكتب محاميه الشخصي «مايكل كوهين»، وقد يصلون إلى ما هو محظور. ربما تكون عوالم ترامب على وشك الاصطدام، وسيبذل هو كل ما بوسعه لمنع ذلك. صحيح أنه كانت هناك دائماً أشياء كان ترامب يفاخر بها، لكنه حتى بالنسبة لهذه الأشياء كان يفعل ذلك دون دليل. تلك هي الأشياء التي يعتقد أنها تبني أسطورته كزعيم قوي. لكن الحقيقة كانت دائماً تبدو أقل بريقاً وأكثر مراوغة. وهذه الحقيقة، أو الجزء الذي أبقى عليه في الظل، هي ما بدأ يتكشف الآن. وربما كان ترامب يموه على الأشخاص الذين ما زالوا يدعمونه بشأن الجوانب الأهم من شخصيته، ليس فقط طوال الشهور والسنوات الماضية، بل بشكل مستمر تقريباً. لكن إذا ثبتت هذه الأكاذيب بالأدلة الوثائقية، فإن المؤسسة بأكملها ستنهار. تشارلز إم بلو كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»