تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة بثبات نحو المستقبل، وهي ماضية في تحقيق أهدافها التنموية في توفير الحياة الكريمة لأبناء الشعب الإماراتي وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وضمان أن يبقى دائماً وأبداً من أسعد شعوب العالم، بل أسعدها؛ وهي الغاية التي ما فتئت القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل من أجلها وتواصل الليل بالنهار لضمان استمراريتها وديمومتها. وقد حققت الدولة في هذا السياق مراحل متقدمة جداً بكل المقاييس؛ وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث قال خلال اطلاع سموه على حزمة من المبادرات المحفزة للنمو الاقتصادي «يتقدم اقتصادنا بوتيرة ثابتة نحو المستقبل بالتنويع والابتكار والمعرفة كاقتصاد مستدام يعتمد على روافد متعددة». وتؤكد تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المعطيات والحقائق المهمة، من بينها: أولاً، أن الإمارات تولي موضوع المستقبل أهمية قصوى، وهي تحرص على استشرافه والاستعداد له بكل الإمكانات والقدرات المتاحة. ثانياً، أنها تنطلق نحو المستقبل من رؤى استراتيجية واضحة ومحدد المعالم تهدف إلى أن تكون الإمارات ليس فقط في مصاف الدول المتقدمة وفقاً لرؤيتها 2021 وإنما أيضاً أفضل دول العالم في مختلف المجالات بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد 2071. وثالثاً، أن الدولة وفي ضوء هذه الرؤى وبفعل قيادتها الرشيدة وجهود أبنائها المخلصين حققت إنجازات غير مسبوقة بكل المقاييس، سواء الزمنية التي تعتبر قصيرة مقارنة بتجارب تنموية ناجحة أخرى في العالم، أو المعطيات الواقعية، حيث تم توظيف الإمكانات والموارد المتاحة بأفضل ما أمكن، وخلق فرص كثيرة وكبيرة تم توجيهها لخدمة الهدف الأساسي الذي تسعى الدولة وكل الجهات والمؤسسات فيها من أجله وهو تحقيق سعادة الإنسان وبناء مستقبل آمن لكل أبناء الشعب. ورابعاً، أن الإمارات وهي تحقق إنجازاتها غير المسبوقة أصبحت نموذجاً فريداً يمكن لدول المنطقة، بل وكل الدول الساعية إلى مستقبل أفضل لشعوبها، أن تقتدي بها وتستفيد منها؛ حيث توفر التجربة الإماراتية مجالات واسعة من الخبرة العلمية التي ربما تختصر المسافات للدول أو المجتمعات التي تبحث عن الأفضل لشعوبها. وخامساً، أن من حق الإماراتيين، بل وربما واجبهم أن يفتخروا بما حققته بلادهم من إنجازات، وهم يدركون أن مواصلة الطريق نحو المستقبل، كما تريده القيادة الرشيدة، يتطلب دون شك جهود كل أبناء الشعب؛ ويقع على عاتق كل مواطن أن يواكب ما حققته الدولة وأن يشارك في هذه المسيرة التي قدر لها أن تكون متميزة في جوانبها المتعددة. إن التقدم المطرد الذي تحققه الدولة في طريقها نحو المستقبل أمر فريد فهو يعتمد على أهم ثلاثة عناصر يمكن لتفاعلها معاً أن تحدث نهضة عظيمة لأي شعب أو مجتمع تواق لأن يكون من الأفضل أو الأفضل، وهي التنويع والابتكار والمعرفة؛ فالتنويع في الاقتصاد يضمن عدم الاعتماد على مصدر واحد، ربما ينضب أو يتعرض لنكسة تودي بالإنجازات السابقة أو القائمة؛ والابتكار يسهم في خلق طرق وأساليب جديدة ومبتكرة من أجل تحقيق الأفضل وبلوغ الأهداف المرجوة بفاعلية وبوقت أقصر وتكاليف أقل؛ والمعرفة بمفهومها الشامل أساس أي تقدم؛ ولا يمكن لأي شعب مهما امتلك من الموارد الطبيعية أو غير الطبيعية أن يتطور نحو الأفضل ويحقق التميز ما لم يستند إلى قاعدة علمية ومعرفية شاملة ومتينة، فالمعرفة مفتاح كل شيء، وبها ومعها تنهض الأمم وتُبنى الحضارات. وكل هذا تدركه القيادة الرشيدة التي أولت هذه القضايا الثلاث أهمية قصوى وتمكنت بفضل حكمتها ورؤيتها وفاعلية النظم التي تستند إليها من تحقيق مستوى غير مسبوق من التقدم الذي ينظر إليه العالم بالكثير من التقدير والإعجاب. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية