فرانكفونية الشرق الأوسط تعزز ثقافة السلام.. ودعوة لمراقبة شركات التكنولوجيا لوموند على خلفية الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدنيين في مدينة دوما السورية يوم السبت 7 أبريل الماضي، استبقت صحيفة «لوموند» الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد أهداف سورية، بالقول إنه بعد نحو خمس سنوات على تراجع الولايات المتحدة «التراجيدي» أمام استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية ضد مواطنيه، يجد المجتمع الدولي نفسه اليوم أمام التحدي نفسه: كيفية معاقبة منفذي ما يسمى في القانون الدولي جريمة حرب، مشددة على أنه باستثناء موسكو، التي تزعم أن الأمر كله تقف وراءه المعارضة، فإن «لا أحد يشك في أن المادة التي تقف وراء مقتل ما يزيد على 40 مدنياً سورياً، من بينهم عدد من الأطفال، هي من الغازات العصبية السامة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسلحة الكيماوية». لتخلص إلى ضرورة الرد على هذه الجريمة الجديدة بحزم. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين واعون بالعواقب الكارثية لتغير موقف إدارة أوباما، التي تراجعت في 31 أغسطس 2013، في وقت كانت فيه الطائرات الفرنسية مستعدة للإقلاع، عن تنفيذ ضربات عسكرية مشتركة ضد نظام الأسد، بعد هجوم بغاز السارين ضد سكان الغوطة، بالقرب من دمشق. ومنذ ذلك الحين، تشير الصحيفة نقلاً عن منظمة «هيومان رايتس ووتش» إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد المدنيين 85 مرة، مضيفة أن الرئيسين اللذين خلفا باراك أوباما وفرانسوا أولاند أشارا بدوريهما إلى استخدام الأسلحة الكيماوية باعتباره «خطا أحمر»، لتذهب إلى أن عدم احترام هذا التعهد يعني الإجهاز بشكل نهائي على مصداقية القوى التي تحترم القانون الدولي وتكريس إفلات منفذي جرائم الحرب من العقاب. والسؤال الذي ينبغي أن يطرح بالتالي، وفق الصحيفة، ليس هو «هل ينبغي الرد أم لا؟»، وإنما «كيف؟». دبلوماسيا، انبرت روسيا، «حامية بشار الأسد وسيدة المجال الجوي السوري»، للتصدي، في مجلس الأمن الدولي، لأي محاولة تروم معاقبة دمشق بشكل قانوني. غير أنه بعد استنفاد هذا الخيار، تقول الصحيفة، يتعين على الفرنسيين والأميركيين أخذ زمام المبادرة، ربما بدعم من البريطانيين. (وهذا ما حدث بالفعل من خلال الضربات الصاروخية التي نفذتها واشنطن وباريس ولندن)، ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه إذا كانت الولايات المتحدة قد ردت قبل عام على هجوم بالسلاح الكيماوي خلّف أكثر من 80 قتيلا في سوريا بضربة عسكرية على قاعدة جوية سورية، فإن يتعين عليها اليوم «التفكير أبعد، من دون تسرع، ورفقة أكبر عدد ممكن من الحلفاء، من دون إهمال تأثيرات عملية تنفذ في بيئة قابلة للانفجار مثل الشرق الأوسط، وخاصة بحضور لاعبين مثل روسيا وإيران، ولكن أيضا إسرائيل وتركيا». ليبيراسيون «الفرانكفونية في الشرق الأوسط.. رهان حضارة». تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «ليبيراسيون» ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس مقالا لباسكال جولنيش، المدير العام ل«منظمة الشرق» الكاثوليكية، لفت فيها إلى أن أكثر من 400 ألف تلميذ يتلقون تعليما باللغة الفرنسية في الشرق الأوسط من دون أن يتلقوا أي مساعدة من الفرانكفونية، والحال أن الفرنسية تُعتبر عامل تماسك وانسجام بين المسيحين والمسلمين الذين يدرسون في المدارس الفرانكفونية. جولنيش انبرى للدفاع عن تعليم الفرنسية في الشرق الأوسط قائلاً: «إن الفرنسية واقعُ حاضرٍ ومستقبلٍ، ومن المؤلم رؤية فرنسيين يشكون في ذلك، غير أنه مثلما شدد على ذلك الرئيس ماكرون في كلمته أمام الأكاديمية الفرنسية، فإن الفرانكفونية تتجاوز الوقائع المرتبطة بفرنسا البلد فقط»، مضيفا «إنه لأمر ذو دلالة كبيرة أن نرى سكان الموصل، الذي عاشوا أوقاتا عصيبة على مدى ثلاث سنوات تحت حكم داعش، يتطلعون إلى إعادة فتح المركز الثقافي الفرانكفوني كمؤشر على إعادة الإعمار الحقيقية للمدينة». وينتقد الكاتب إهمال الفرانكفونية في الشرق الأوسط على الرغم من دورها كأداة لنشر قيم التسامح والانفتاح والحرية إذ يقول: «إن الفرانكفونية في المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط هي فرانكفونية منسية. فمن مصر إلى تركيا، مرورا طبعا بلبنان، ولكن أيضا بسوريا، يتلقى 400 ألف تلميذ تعليما باللغة الفرنسية. ومنذ قرون، يستقبل هناك تلاميذ مسيحيون ومسلمون، يتعلمون التعارف واحترام بعضهم بعضا، تلاميذ وتلميذات، ما يسمح بالتالي بتمكين حقيقي للمرأة. وأطفال أغنياء وفقراء، وأحيانا فقراء جدا». ويشير إلى الإقبال المتزايد على تعلم الفرنسية في هذه البلدان قائلا: «من يعلم أنه في قطاع غزة توجد ثلاث مؤسسات كاثوليكية، 99 في المئة من تلاميذها مسلمون؟ ومن يتحدث عن المدارس الكاثوليكية في صعيد مصر، أو عن المدارس الفرانكفونية في دمشق أو في حلب؟». واعتبر في ختام مقاله أن الفرانكفونية في الشرق الأوسط عنصر أساسي من ثقافة السلام التي تحتاجها المنطقة، مضيفا أن مؤتمر التعليم الكاثوليكي في الشرق الأوسط يومي الخميس والجمعة الأخيرين في بيروت سلط الضوء على طموحات هذه الفرانكفونية واحتياجاتها. ليزيكو صحيفة «ليزيكو» اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أنه إذا كانت شركات «جوجل» و«آبل» و«فيسبوك» و«أمازون» والشركات التكنولوجية الرائدة الأخرى تراقبنا، فإن الوقت قد حان لمراقبتها أيضا. أما مناسبة هذا الحديث، فهي الضجة التي أثارتها تقارير تفيد باستخدام البيانات الشخصية لمستخدمي «فيسبوك» من دون علمهم وبدون إذنهم. وتقول الصحيفة إن جل هذه الشركات التكنولوجية أثارت الجدل مؤخراً بسبب ممارسات يشتبه في أنها غير قانونية، حيث اتُّهمت «جوجل» بالهيمنة على سوق الإعلانات الرقمية، و«آبل» بتعمد جعل أجهزتها قديمة ومتجاوَزة بغرض تسويق وبيع منتجات أحدث، و«فيسبوك» باستغلال البيانات الشخصية لمستخدميه، و«أمازون» بالقضاء على المتاجر الصغيرة واستغلال نقاط ضعف شركائه. وترى أنه مثلما شكّل إفلاس «ليهمان براذرز» منعطفا بالنسبة لعالم المال والأعمال في «وول ستريت»، وكارثة فوكوشيما نقطة تحول بالنسبة لاستخدام لطاقة النووية المدنية في العالم، فإنه سيكون ثمة «ما قبل» و«ما بعد» جلسة الاستماع إلى مارك زوكربيرج أمام الكونجرس الأميركي. وإذ تعتقد أن واشنطن لن تؤذي نفسها عبر إضعاف «شركاتها التكنولوجية الرائدة»، وخاصة في عصر القوة الناعمة، حيث تظل هذه الشركات عوامل نجاح ضمن ما تسميها «الإمبريالية الرقمية الجديدة»، فإن هذه الشركات، التي كانت حتى الأمس القريب تُنتقد في أوروبا على الخصوص، باتت تُنتقد أيضاً على التراب الأميركي. وأضحى هناك شبه إجماع دولي على ضرورة تنظيمها وتقنينها إذ «عبر العالم كله تقريباً، بات المستهلكون والمواطنون والسياسيون والمقنون والممولون يرون أن قوة هذه الشركات متعددة الجنسيات الرقمية قد ازدادت لدرجة أصبح من الملح معها تأطيرها بشكل أكثر جدية». إعداد: محمد وقيف