تتطلع القيادة الحكيمة إلى أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة دول العالم في صناعة المستقبل، وهو ما استدعى من الدولة وعبر سياساتها واستراتيجياتها التي تسابق بها الزمن، القيام باختبار وتطبيق أحدث الابتكارات التقنية، ومنها تقنية «البلوك تشين»، في الوقت الذي ما زال فيه العالم يتلمس ما يمكن أن تقدمه هذه التقنية، سعياً إلى توظيف هذا النوع من التقنيات لخدمة الإنسان، وتحقيق سعادته، عبر خلق أفضل تجارب معيشية له، حيث إنها أسلوب جديد لتنظيم البيانات، يعمل على هيئة نظام سجل إلكتروني لمعالجة المعلومات عبر شبكة آمنة. وفي آخر الإنجازات التي تسجل لدولة الإمارات العربية المتحدة، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021»، التي تستهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لصناعة المستقبل، من خلال تبني تقنية «بلوك تشين» على أوسع نطاق في التعاملات الحكومية للدولة، والوصول إلى مهمة الحكومة الأسمى وهي سعادة الإنسان، مؤكداً سموه بهذا الخصوص «أن دولة الإمارات اختارت طريق المستقبل ومواجهة تحدياته متسلحة برؤية استشرافية علمية وإجراءات استباقية علمية». لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، وبفضل قيادتها الرشيدة مقدرتها على استشراف المستقبل، والبدء بصناعته مبكراً، فانطلقت نحو تطبيق تقنية «البلوك تشين»، التي تنعكس على تجارب المؤسسات والأفراد، وترتقي بالعمل والخدمات الحكومية إلى مستويات متقدمة، لإسعاد الجمهور، وتسهيل معاملاته، عبر جهود متكاملة ومثمرة، تحول دون هدر الوقت والجهد، وتؤثر إيجابياً في الاقتصاد نظراً إلى قيمتها السوقية التي ستبلغ عالمياً 290 مليار دولار، بحلول عام 2019، كما أنها ستسهم، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في توفير 11 مليار درهم يتم إنفاقها سنوياً لتقديم وتوثيق المعاملات والمستندات، وستوفّر 77 مليون ساعة عمل، و389 مليون وثيقة حكومية، وستوفر على السائقين 1.6 مليار كيلومتر من القيادة. لقد جاءت «استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021» كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، نتيجة لتطلع الحكومة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تطويع التقنيات المتقدمة، وتوظيفها في خدمة المجتمع، وتعزيز كفاءة الأداء الحكومي، ومنهج الحكومة الراسخ في ذلك، كي يتم البناء عليه، لنصل إلى تحويل 50% من التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصّة «بلوك تشين» بحلول عام 2021، الأمر الذي يسهم في تعزيز موقع دولة الإمارات لتكون من الدول الأكثر تقدماً وجاهزية للتغيّرات المستقبلية. إن توظيف تكنولوجيا المستقبل لخدمة الإنسان هو هدف الحكومة الأول والأبرز في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يتجلى بالمحاور التي تركز عليها «استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021»، في تحقيق سعادة المواطن والمقيم، ورفع مستوى الكفاءة الحكومية، والتشريع المتقدم لإحداث نقلة نوعية في العمل الحكومي الاتحادي، ونقله إلى مرحلة جديدة من الكفاءة والفاعلية، تعزّز الموقع الريادي لدولة الإمارات عالمياً في مجال أمن ونقل المعلومات، بحيث يتم تسجيل وتوثيق التعاملات الرقمية بتكنولوجيا «بلوك تشين»، بشكل لا يمكن اختراقه، كما سيرفع من مستوى الأمن الرقمي للبيانات الوطنية، ويخفض التكاليف التشغيلية، ويسرّع من عملية اتخاذ القرار. ولأنه لا حدود للإنجاز ولا توقف عند زمان أو مكان، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل ليلاً ونهاراً من أجل تحقيق الريادة عالمياً، وعلى الاتجاهات والصعد كافة، وهو ما حدا بها إلى مواكبة التغيرات كافة، والعمل على اتباع نهج حداثي يواكب التقدم والتطور على الصعد التكنولوجية والتقنية على وجه الخصوص، فالمستقبل لا يتوقف عند أحد، والعصر القادم هو عصر الذكاء الاصطناعي والثورة التكنولوجية، وهو ما جعل حكومة دولة الإمارات تبدأ بتطبيق الحكومة الإلكترونية، ومن ثم الحكومة الذكية وحكومة المستقبل، لينعكس كل ذلك على مستويات جودة الحياة ومستويات سعادة الناس. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية