أخذت العلاقات الأميركية الروسية المتوترة منعطفاً حزيناً حينما نشرت مجموعة من الدبلوماسيين الأميركيين المطرودين شريط فيديو وداعياً عاطفياً مليئا ًبالأحاسيس، حوى خلفية موسيقية مقتبسة من أنغام فريق موسيقي من كارولاينا الشمالية. وكان التصعيد بدأ أوائل الشهر الماضي عندما تعرض عميل روسي مزدوج سابق وابنته للتسميم على التراب البريطاني بغاز أعصاب سوفييتي، حيث قامت بريطانيا وحلفاؤها بطرد أكثر من 150 دبلوماسياً روسياً رداً على التسميم. كلمات الدبلوماسيين الأميركيين المغادرين تنضح بخيبة الأمل والحزن، لكن أيضاً بالتفاؤل بشأن الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا. وفيه تحدث العديدون عن حبهم لروسيا، والذي ازداد وتقوى على مر عقود من تعلم اللغة والتاريخ الروسيين. ومن هؤلاء ماريا أولسون، التي كانت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في موسكو. كانت تمسك كتاب قصص خرافية روسية أهداه لها صحفي روسي، وهي تحكي كيف نشأت، وهي تقرأ الأدب الروسي –مترجَماً– مع والدها في ميشيغن الريفية. ورداً على الإجراءات الغربية، طردت روسيا عدداً مماثلاً من الدبلوماسيين من 20 بلداً، وأغلقت القنصلية الأميركية في سانت بترسبرغ. وفي الأسبوع الماضي، نظمت السفارات الغربية في موسكو تجمعات لتوديع الزملاء المغادرين. واعتُبر الدبلوماسيون المطرودون أشخاصاً غير مرغوب فيهم، ما يعني أنهم ممنوعون من زيارة روسيا، ما يمثل ألماً عاطفياً لأولئك الذين خصصوا الكثير من حياتهم المهنية لروسيا. ويوم الجمعة، أقلت ثلاث حافلات كبيرة الأميركيين المغادرين من السفارة وسط موسكو، مع عائلاتهم. وقال السفير الأميركي جون هانتسمان جونيور: «اليوم، غادر 60 من أفضل الموظفين الأميركيين سفارتنا في موسكو بشكل مبكر جداً»، لكن الوداع الذي خصص للأميركيين المغادرين يتباين بقوة مع نظرائهم الروس المطرودين. فقد نشرت السفارة الروسية في واشنطن صورة على تويتر لسفيرها أناتولي أنتونوف يظهر فيها محدقاً في الطائرة التي تقل الدبلوماسيين الروس المغادرين على مدرج مطار أميركي، ويداه معقودتان خلف ظهره الذي يواجه الكاميرا. إيمي فيرس روتمان –موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»