ونحن في «عام زايد» ليس هناك رد لجميل وعرفان الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أعظم وأسمى من أن تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية للعام الخامس على التوالي، وهو ما يعد برهاناً بيّناً على أن أبناء زايد، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسيرون على درب زايد الخير والعطاء، صاحب القيم الإنسانية النبيلة، طيب الله ثراه، مؤكدين للعالم أجمع أنه كان صاحب رؤية تنموية استثنائية قوامها بناء الإنسان، وتوفير سبل العيش الكريم، وبذل كل غال ونفيس من أجل خدمة الإنسانية، بعطاء سخي لا يعرف أي شكل من أشكال التمييز، ومن دون انتظار مقابل، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تدوينة عبر «تويتر» بهذه المناسبة، قال فيها: «إن خير الإمارات للإنسانية جمعاء، هكذا أسسها زايد». كما أكده أيضاً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بقوله: «إن نهج الإمارات الموروث من مؤسس الدولة أن نجعل العطاء الإنساني رسالة محبة للعالم أجمع». ووفقاً للبيانات الأولية التي أعلنتها، أول من أمس، لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حافظت الإمارات للعام الخامس على التوالي على المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم لعام 2017، قياساً لدخلها القومي بنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة. وخلال عام 2017، بلغت القيمة الإجمالية لمدفوعات المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من دولة الإمارات 19.32 مليار درهم «5.26 مليار دولار»، لأكثر من 147 دولة حول العالم، بمعدل نمو 18.1% مقارنة بعام 2016، وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت على شكل منح لا ترد «بنسبة 54%»، وذلك دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة. وترجمة لرسالتها الإنسانية، فإن أكثر من 94% من المساعدات الإنمائية الرسمية الإماراتية تمت على شكل مساعدات تنموية بقيمة 18.3 مليار درهم في عام 2017. وأسهمت تلك المساعدات في سد الفجوات الكبيرة في تمويل مشاريع البنية التحتية في العديد من الدول النامية، وذلك بالإضافة إلى مواصلة دعمها لمختلف القضايا الإنسانية العالمية، ومواكبة الأحداث والأزمات. ولا شك في أن المكانة التي تحتلها الإمارات على خارطة العمل الإنساني والخيري على الصعيد العالمي، تبعث على الفخر والاعتزاز، لأنها تجسد رسالة الإمارات الإنسانية والحضارية التي تستهدف في المقام الأول مد يد العون لكل محتاج في أي بقعة من بقاع العالم، وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية، بالإضافة إلى الجانب التنموي الذي يميز سياسة المساعدات الإماراتية، واهتمامها بتحسين حياة الآخرين ومساعدة الدول على مواصلة مسيرتها التنموية. إن رسالة الإمارات الإنسانية والإنمائية تنطلق من إيمان تام بوحدة المصير الإنساني ومسؤولياتها الأخلاقية تجاه الشعوب التي تحتاج إلى الدعم والمساعدة، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية، أو اعتبارات تتعلق بالعرق أو الدين أو المنطقة الجغرافية، حيث تقدم دعمها الإنساني لكل محتاج إليه بتجرد تام، كما تدرك الإمارات أن التضامن الإنساني من شأنه أن يعزز التواصل والثقة بين الشعوب بما يعمق من عوامل التفاهم على حساب عوامل الصراع ومسبباته، بما يخدم التنمية والسلام والاستقرار في العالم كله، وهذا ما يكسِب نهجها في هذا الشأن المصداقية، ويجعلها عنواناً دائماً للخير والنجدة على المستوى العالمي، حيث تتوجه إليها الأنظارُ في كل مرة تتعرض فيها منطقة من مناطق العالم لأزمة، أو كارثة تحتاج فيها إلى الدعم والمساندة. ـ ـ ـــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.