تداعيات أحداث غزة.. وما وراء الحرب الباردة «الإندبندنت» تساءلت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس الأول، حول كيفية تجاوز روسيا والغرب العودة إلى أجواء الحرب الحرب الباردة، غير أنها أكدت أن عمليات طرد الدبلوماسيين المتبادلة، وقضايا الجواسيس المزعومين من حين إلى آخر، تبقى أفضل من خوض نزاع مسلح مباشر، محذرةً من أن الطرفين يتراجعان خطوة إلى الوراء صوب ملامح الاستقطاب في العالم القديم. وأشارت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتريس» ردّ على طرد روسيا لـ60 دبلوماسياً وإغلاق القنصلية الأميركية في سان بطرسبيرج يوم الخميس الماضي، بالتحذير من خطر التصعيد، لافتاً إلى أن الأزمة تعيد إلى الذاكرة الحرب الباردة، لكن من دون قنوات التواصل التي كانت مخصصة للتأكد من أن الأمور لن تخرج عن السيطرة عندما تزداد التوترات. وعلى الرغم من تصريحاته المحابية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتخذ الرئيس ترامب إجراءات مناهضة لبوتين بصورة مفاجئة، فقد أجاز شنّ ضربات جوية ضد بشار الأسد، حليف روسيا، في سوريا العام الماضي، في محاولة لمنعه من استخدام أسلحة كيميائية، وأمد أوكرانيا بصواريخ مضادة للدبابات، واختار «خياراً وسطاً»، خلال الأسبوع الجاري، في سلسلة من الردود الدبلوماسية الممكنة على تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في المملكة المتحدة، بحسب «الإندبندنت». ونوّهت الصحيفة إلى أن هذه ربما تكون الطريقة الأفضل، لاسيما أن رئيسة الوزراء البريطانية اتخذت نهجاً مغايراً، إذ تدلي بتصريحات صارمة، لكنها تتخذ إجراءات محدودة. ووفقاً لما تعتقده الصحيفة فإن حكومة «ماي» حققت انتصاراً دبلوماسياً رمزياً من جانبها، ومن جانب وزارة الخارجية، إذ نسقت رداً غربياً موحداً على الانتهاك الروسي بحق «سكريبال» في ساليزبيري، فقامت 21 دولة بطرد 145 مسؤولاً روسياً في إجراء تضامني مع المملكة المتحدة. بيد أن الصحيفة رأت أن التحرك الذي من شأنه أن يحمل الرئيس الروسي على تغيير سلوكه سيكون محاولة جادة لتعقب ثروته، وثروات المقربين منه، منوّهةً إلى أن «ماي» بدت أقل فاعلية في هذا الصدد. وأضافت الصحيفة: «إن العودة إلى العداءات الرمزية المتبادلة من حقبة الحرب الباردة تبدو خطوة للخلف، لكن من المؤكد أنه لا بد من انتهاج أساليب أكثر إبداعاً وفاعلية لتشجيع الرئيس بوتين على احترام القانون الدولي». «فايننشيال تايمز» حذّرت صحيفة «فايننشيال تايمز» في افتتاحيتها أمس الأول من أن أعمال العنف والقتل التي قامت بها إسرائيل في غزة تصب البنزين على النار في الشرق الأوسط، داعيةً الحكومةَ الإسرائيلية إلى التوقف عن قتل المتظاهرين الفلسطينيين. وأوضحت أن غزة أضحت أكبر سجن مفتوح في العالم، فعلى مدار العقد الماضي أحكمت إسرائيل السيطرة على منافذ القطاع، وكما هو الحال في أي سجن في العالم يتم التضييق فيه على دخول السلع الأساسية بصورة غير إنسانية، فإن النزلاء يثورون، ويبدو أن سكان غزة متأهبين للمخاطرة بأرواحهم وجوارحهم من أجل إسماع أصواتهم. وقالت الصحيفة: «ردت قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي على المظاهرات بالقوة المميتة، فقتلت 16 فلسطينياً على الأقل، وأصابت أكثر من ألف وأربعمئة آخرين، ولم تقدم أي دليل على أن الجنود الإسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار». وأضافت: «رفضت إسرائيل دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريس لإجراء تحقيق»، موضحةً أن استراتيجية بنيامين نتنياهو واستخدام العنف والقوة ينطويان على قصر نظر؛ فهناك مليونا إنسان محاصرون في قطاع طوله 40 كيلومتراً وعرضه 11 كيلومتراً فقط، والظروف التي يعيشون فيها تتدهور باستمرار، وسط نقص في المياه والكهرباء، وفي قلب كارثة إنسانية متواصلة. وأكدت أن أعمال العنف والقتل التي وقعت يوم الجمعة الماضي ينبغي أن تلفت الانتباه إلى الأوضاع المتفجرة التي تختمر نتيجة لتلك الظروف، مشيرةً إلى أن الوفيات وقعت في اليوم الأول من سلسلة تظاهرات تستمر ستة أسابيع إحياءً للذكرى السبعين لـ«النكبة»، عندما تم طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من ديارهم. وذكرت الصحيفة أنه في غياب أية عملية سلام ذات مصداقية، فليس هناك ما يدعو إلى الأمل، ويمكن تفهم شعور الفلسطينيين باليأس في ظل ظروف كهذه. «الجارديان» اعتبرت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها أمس الأول، أن إضراب عمال السكة الحديدية الذي يصيب فرنسا بحالة من الشلل، يمثل معركة مفصلية أمام الرئيس إيمانويل ماكرون من أجل إصلاح قطاع النقل، مشيرةً إلى أنه مع اقتراب ذكرى انتخابه، فإنه يعكف على واحد من أقوى صراعات النفوذ الذي سيحدد اتجاه فترته التي تستمر خمسة أعوام، ولم يكن هناك شك في أن هذه اللحظة ستأتي، لاسيما أنه دائماً ما كان صريحاً بشأن ضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية وعمالية بطريقة ليبرالية، قامت عليها حملته الانتخابية قبل عام مضى. وألمحت الصحيفة إلى أن الاتحادات التجارية كانت دوماً تسعى لاستخدام قوة الشارع والإضرابات من أجل مواجهة قوة صناديق الاقتراع، والآن حانت لحظة الحقيقة، وستتم مراقبة الأوضاع عن كثب، ليس فقط في فرنسا، ولكن أيضاً في أرجاء أوروبا. «ديلي تليجراف» كالت صحيفة «ديلي تليجراف»، في افتتاحيتها أمس الأول، الانتقادات إلى عمدة لندن «صادق خان»، مشيرةً إلى أن العمدة الذي فاز في المنافسة قبل عامين ليصبح أول عمدة مسلم للعاصمة البريطانية، وعد بجعل التصدي للجريمة في قمة أولوياته، لكن بعد وقوع جريمتي قتل إضافيتين ليصل إجمالي عدد الجرائم 39 منذ يناير حتى الآن، أي ما يزيد على معدل الجرائم في مدينة نيويورك، يجعل ذلك الوعد يبدو أجوفاً بشكل كبير. وأضافت الصحيفة: «الأخطر من ذلك أن خان متجمد في حالة من الخمول، فالمدينة التي يقودها تواجه أزمة جرائم عنيفة، ورغم ذلك لا يفعل العمدة شيئاً سوى إصدار البيانات والإعراب عن مخاوفه وتوجيه اللوم إلى الآخرين بشأن ما يحدث». إعداد: وائل بدران